للمرة الثانية، في أقل من عشرة أيام، يضع الرئيس المكلف سعد الحريري النقاط على الحروف في أزمة تشكيل الحكومة العتيدة.
يعترف الرئيس الحريري ان «عدم تشكيل الحكومة حتى الآن هو فشل لبناني بحت»، بمعنى ان لا تأثير للعامل الإقليمي على مسار التأليف.
الحريري: نقاط على الحروف
في الدردشة مع الصحافيين قبيل ترؤسه اجتماع كتلة المستقبل، الأسبوعي، اعتبر ان «المشاكل الاقتصادية في لبنان والأزمات الاقليمية» تفترض الإسراع بتأليف الحكومة.. لكنه استدرك: «لا شك ان بعض الأطراف ما يزالون متمسكين بشروطهم، لكننا اليوم نشهد تنازلات طفيفة من كل الأطراف».
وأكد الرئيس الحريري ان هناك بعض التقدُّم في موضوع الحقائب والاعداد، والأمر بحاجة إلى القليل من الوقت، وانه سيزور بعبدا عندما يكون لديه شيء ملموس (وفقاً لما اشارت إليه «اللواء» في عددها أمس).
وطالب بإيجاد المخرج «الذي يجعل من الجميع رابحاً في تشكيل الحكومة»، مضيفاً: «اذا اعتقد أحد الأفرقاء انه سيدخل إلى الحكومة بهدف التعطيل على فريق آخر، فيكون ذلك أكبر خطأ يرتكبه، مشيراً إلى ان حزب «القوات» يريد 4 حقائب، بينها واحدة سيادية أو نيابة رئيس مجلس الوزراء»، معتبراً ان «وليد جنبلاط مكوّن سياسي أساسي في البلد، وربح الانتخابات في مناطقه».
على ان الأبرز في مواقف الرئيس المكلف هو ما أعلنه لجهة المطالبة بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري كشرط لتشكيل الحكومة: «عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة».
الترحيل إلى ما بعد العيد
ولم يخفِ مصدر نيابي في كتلة المستقبل ان كلام الرئيس الحريري يكشف ان الأمور المتعلقة بالتأليف ما تزال دونها عقبات جدية.
وقال المصدر لـ«اللواء» ان ترحيل النشاطات المتعلقة بالمشاورات إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك بات وكأنه أمر واقع.
ولم يستبعد المصدر قيام الرئيس المكلف بزيارة خاصة إلى الخارج لتمضية عطلة العيد مع عائلته.
وفي السياق، ردَّ مصدر مقرّب من رئيس حزب «القوات» على اتهام الحزب بالمطالبة بأكثر من حقه، بأنه محاولة لاخفاء الدور التعطيلي للوزير باسيل، الذي عليه ان يسهّل عملية التأليف، والا يرفع من سقف تصريحاته، لا سيما تهديده الأخير باللجوء الى الشارع.
بالمقابل رفض مصدر في التيار الوطني الحر التعليق حول ما يشاع عن قبول التيار بعشرة وزراء له ولرئيس الجمهورية، وعزا ذلك الى ان الموضوع ليس بالعدد ولا بثلث معطَّل خصوصاً ان رئيس الجمهورية ليس بحاجة الى ثلث معطَّل. مشدداً على ان الموضوع يتعلق بحقوق التمثيل ان كان لتكتل لبنان القوي او لرئيس الجمهورية، والتيار غير مستعد للتنازل عن هذه الحقوق.
قلق المختارة
وسط ذلك، يتمسك اللقاء الديمقراطي بحصة الوزراء الدروز الثلاثة، مدعوماً من قوى فاعلة في الوسطين الرسمي والحزبي. ولا تخفي أوساط قصر المختارة ان النائب السابق وليد جنبلاط قلق مما يتردد انها «أنياب جدية» للنظام السوري، تتدخل لمحاصرة جنبلاط، عبر دعم العهد لتوزير النائب طلال أرسلان، وفي محاولة لاستعادة «مرحلة سابقة» وقبل الطائف، وتتعلق بنظام الامتيازات الذي كان سائداً.
وكانت أوساط مقربة من بعبدا، اعتبرت ان ما يشاع عن ايجابيات تتعلق بالتأليف لا أساس لها في الواقع العملي.. فالبعض يدلي بتصريحات لا تتفق مع ما يجري من الناحية العملية. في وقت نقل فيه عن الرئيس نبيه برّي ان «الضوء لم يعد احمرا بالكامل، انه يميل إلى الإخضرار قليلا، وذلك في عرض تعليقه على المشهد الحكومي.
تعثر تأليف اللجنة
على صعيد دبلوماسي، وفيما ترددت معلومات عن وصول موفد أميركي لمتابعة الإجراءات المتعلقة بالعقوبات على إيران، وتجفيف الأموال عن حزب الله، ومجريات تنفيذ القرار 1701 والتعاون بين الجيشين الأميركي واللبناني، علمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع ان اللجنة اللبنانية للتنسيق مع الجانب الروسي في ما نص عودة النازحين السوريين لم تؤلف بعد، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين على زيارة الموفد الرئاسي الروسي إلى بيروت ومقابلته الرؤساء الثلاثة.
ولم تشأ المصادر الكشف عن أسباب التأخير، الا انها اشارت إلى خلافات بين كبار المسؤولين حول اللجنة وآلية عملها، ودورها المستقبلي لجهة التنسيق مع الجانب السوري، لا سيما إعادة فتح معبر نصيب، الذي طالب الرئيس عون بالعمل على الإسراع بفتحه في حين ان أوساط أخرى في الحكم لا تتبنى وجهة الإسراع هذه.
وكانت ​وزارة الخارجية أعلنت امس​ انها لا توافق على كلام المفوض السامي لشؤون اللاجئين  ​فيليبو غراندي الذي يعارض عودة ​النازحين السوريين​ الى بلادهم في الظروف الحالية لانها على العكس من ذلك تعتبر ان العودة الجزئية والممرحلة هي ممكنة وظروفها متوفرة. وإذ تثمن الوزارة كلام السيد غراندي حول استعداد ​الامم المتحدة​ لمساعدة من يريد العودة فإنها تطالب ​مفوضية اللاجئين​ منذ فترة بوضع برنامج لهذه العودة.
نصر الله للحوار حول الحكومة
وفي إطار سياسي، يتعلق بالمشهدين الحكومي والسياسي، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله انه «إذا كان أحد يراهن على متغيرات إقليمية تؤثر على تشكيل الحكومة فهو واهم».
وهدد السيّد نصر الله بإعادة النظر بطلبات حزب الله في ما يتعلق بتأليف الحكومة.. إذا ثبت ان أحداً كان يؤجل بانتظار هذه المتغيّرات فهذا لن يكون في مصلحته.
واعرب السيّد نصر الله عن أمله في ان يؤدي الحوار إلى تشكيل الحكومة نؤكد على تجنّب الشارع، ونؤكد على الأمن والأمان في لبنان فالبلد آمن وسالم.
وأوضح السيّد نصر الله في خطاب ألقاه، في ذكرى 16 الحرب تموز 2006، أمس في الضاحية الجنوبية أنه «بناء على كلام سمعناه اليوم (امس)، أحب أن أنصح بعض القيادات التي نحن على خلاف معها بشأن العلاقة مع سوريا، أن لا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها، لينتظروا قليلاً وليراقبوا سوريا وتركيا إلى أين لأنه في النهاية لبنان ليس جزيرة معزولة».
وفي موضوع ملف الفساد ومحاربة الفساد، أكد نصرالله أن هذا المشروع جدي ولم يكن كلاماً انتخابياً لكن ساعة الانطلاق هي عندما تتشكل الحكومة»، لافتاً الى «اننا سنعمل من خلال رؤية لتخفيف الفساد ووقف الهدر المالي، لدينا منهج ورؤية ولا نريد الانتقام من أحد أو فتح مشكل مع أحد، ونحن نعمل من خلال رؤية واضحة كما عملنا في المقاومة، كما اننا اتفقنا مع الحلفاء على التعاون والسير معا في هذا الملف، ولذلك لا أحد يستعجل أو يحكم علينا، واذا كان أحد مفترض طريقة أو نهج محدد لا يستطيع أن يفرضه علينا».
اضاف ان «الجميع حريص على الانماء في لبنان، ومن يتصور أن الذهاب إلى الصراع الداخلي يخدم الأنماء يؤدي إلى نتيجة أو أنه من خلال الشتائم يصل إلى النتيجة هذا الأمر يؤدي الى خراب البلد»، موضحاً أنه «إذا كنا نريد إنماء وخدمات نحن بحاجة إلى تعاون وتكامل».
ونوه نصر الله الى «انني مع انتقاد حزب الله قبل غيره لكن هناك سوق مفتوح على بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام ولا يبقى هناك حرمات لاحد لا كبير أو صغير».
وقال السيّد نصر الله: لا أحد يهددنا بالحروب، وان كان أيِ أحد يريد أن يشن حرباً أهلاً وسهلاً فيه نحن جاهزون لها وسننتصر.. مؤكدين أن «العقوبات الأميركية لن  تمس قوتنا وإرادتنا».
وادعى السيّد نصر الله ان «السعودية تتدخل في سوريا والعراق، وفي الشأن اللبناني بالتفاصيل، وكانت تحتجز في يوم من الأيام رئيس حكومتنا في حين انها ترفض تدخل كندا».
وفي تطوّر أمني، قال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني: انه بتاريخ أمس (14/8/2018) في ​بلدة رميش​ ​بنت جبيل​، ولدى قيام دورية من ​مديرية المخابرات​ بتفقُّد أرض بين النقطتين B36 وBP14، تعرضت لاعتداء من قبل دورية تابعة للعدو الإسرائيلي التي ألقت 6 قنابل دخانية، ما أدّى إلى إصابة عنصُرَين بحالة اختناق، ونشوب حريق امتدّ إلى داخل الأراضي المحتلّة.
حضرت على الفور دورية من الجيش اللبناني وجهاز الارتباط في قوات ​الأمم المتحدة​ المؤقّتة في لبنان و​الدفاع المدني،  وعملوا على إخماد الحريق من الجهة اللبنانية».