رُبَّ مظلومٍ ومحرومٍ من مجتمع ساقه الغدر والخيانة هو أشرف من ذاك الشيخ المرابي المختال الذي نصب شباكه وحباله لخراب بيوت عامرة
 

يقولون بأن إقرار العقلاء على أنفسهم نافذ، أي يكون هذا الإقرار حجة على أنفسهم، وعقلاء الطوائف والأحزاب والجمعيات واللقاءات الدينية والسياسية والمشيخية، يقرون جميعاً باللصوصية الفاسدة والمفسدة والمتعشعشة في جميع مؤسسات ومجالس الدولة، ومن ضمن هذا الفساد الذي يطال المؤسسات الدينية والمجالس الإسلامية والمحاكم الشرعية ومجالس ومكاتب المفتيين وصغار الكتبة منهم، فهم كسائر البشر يملكون نزعات وشهوات وملذات وحب السيطرة والنفوذ،عداك عن حبهم للمال والنساء وعبادة كعاثبهن، وخصوصاً أؤلئك المشعوذين الذين يتقنون فن بيع الطحين والحليب في أسواق النساء وأسواق البشر.

بالتأكيد نحن نحترم العلماء من أولي الأمر بحدود ما لم يخالف حدود ما أمر الله به،وإنما الطاعة لله تعالى وحده، فحفظ الله العلماء الأبرار الذين يخافونه سبحانه وتعالى والحافظين لحدوده،ونتضرّع معاً إلى الله تعالى لكشف من يتاجر باسم الله منهم ومن كل محتالٍ ومختالٍ في الدين والسياسة.. 

عذراً لقد ظننت وبعض الظن إثم، أنَّ الأثواب للأغنياء وأن الفقراء لا يغطّون إلا عوراتهم حتى يتيحون لهم متع شهواتهم ورغباتهم، تعالى يا صديقي لأريك شيئاً من هذه النفس الأمارة بالفحش والسوء إلا من رحمه ربي سبحانه، وأمسك هذه العظام التي نخروها باسم الله وباسم الدين، فإنها تحمل كفر الفقر إلى المعابد والكنائس والمساجد والمآذن والمجالس والمحاكم لتصلّي صلاة الشكر على نعمه كلها، تعالى معي يا صديقي وصلِّي مثلي راكعاً ومنحنياً وساجداً، وطأطئ الرأس طيفة وخشية وبهدوءٍ وروية، حتى لا توقظ أطفال الحي، وإلاَّ قطعه سيف الخليفة وخنجر السلطان، حينها تمشي بلا رأس وتصبح فزَّاعة لعصافير الشوك.. 

يا صديقي إنها العناوين التي لعبت بعقول الناس وبثَّت أوساخها في طريق المحرومين، فرُبَّ نفس طيبة مؤمنة اتهمت زوراً وبهتاناً تحت عناوين المؤامرة والحرب الناعمة لهي أطهر قلباً وأنقى روحاً وأبيض شرفاً وكرامةً من مثلها بين جدران قصورهم ومسابحهم ومكاتبهم، ورُبَّ مظلومٍ ومحرومٍ من مجتمع ساقه الغدر والخيانة هو أشرف من ذاك الشيخ المرابي المختال الذي نصب شباكه وحباله لخراب بيوت عامرة، أو ذاك الذي يأكل مال الله دولاً لكسب مجدٍ شيطانيٍّ مخبول، ومنصبٍ دنيئٍ موضوع، سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً حتى لا يُرىَ ولا يَرىَ بيوتاً وقصوراً  أسِّست على الخداع والقمع وصوامع ومسابح باسم الله والدين وأهل بيته(ع) يفتحها بعض الحواريين والقسيسين ليلاً لإتيان صلاة الليل والفجر ودعاء الصباح،وأكل أموال الناس والفقراء واليتامى والأرامل ولعلةٍ تطيلون صلاتكم وتتبذخون على جهد الفقير وأكتاف الناس الطيبين وتعيشون بدمه وماله كما تعيش السوسة على ماء الحياة في الشجرة المثمرة...