هل قضى حيدر العبادي على حياته السياسية ؟ هل خسر المسؤولية وما عاد من نجوم النادي الحكومي ؟ هل انتهى دوره كلاعب إحتياط في الفريق الايراني فأراد أن يبدأ من جديد كلاعب أساس في ملاعب الشعب العراقي ؟ أسئلة كثيرة تتخبط جرّاء موقف رئيس وزراء العراق من العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران والتي وعد بالالتزام بها رغم أن إيران تعتمد على العراق لمواجهة العقوبات الأمريكية باعتباره الدولة البديلة أو الثانية لإيران والتي تمتص خيرات العراق لصالح الإسلام المحمدي الأصيل للدفاع و الزود عن حياض المذهب وبيضة الإسلام من اليمن الى سورية ومنهما الى حيث يقتضي تكليف الفقيه . كان مفاجئاً موقف حيدر العبادي لعراقيي إيران الذين أمطروه بوابل من المواقف الحادة كونه أساء التصرف في موقف يعني شيعة إيران ولا يمكن له الإستفراد به لتلمس فرص البقاء في السلطة بمباركة أميركية بعد أن علم أن قاسم سُليماني قد قال قوله في رئاسة الحكومة والذي استثنى منه العبادي ووافق على أي اسم آخر من غير أسماء حزب الدعوة المتداولة مع ميل قوي الى مرشح يختاره الحشد الشعبي باعتباره الفصيل الشيعي الأقوى في العراق عسكرياً . سريعاً أعلن العبادي عن زيارة لإيران لتبديد الأجواء و إزالة الإلتباسات التي أحاطت موقفه المعلن من العقوبات الأمريكية باعتبار موقفه منها موقفاً راداً على موقف قاسم سُليماني من إمكانية التجديد لحيدر العبادي ولكن تراجع العبادي من خلال الزيارة لا يُلغي نيته من دور إيران السلبي في العراق وقد اتخذه نتيجة إيمان شخصي منه بوضع حدّ لتدخل إيران في العراق ومجاراةً منه لموقف العراقيين من دور إيران الممسك بالسياسة وبالاقتصاد العراقيين معاً كما أنه يعكس انحياز العبادي الطوعي للمواقف الأمريكية باعتبار أميركا مسؤولة مباشرة عن العراق ولها اليد الطولى في سياسات الحكومة العراقية لذا يسهم الفيتو الأميركي في منع وصول أي شخص لرئاسة الحكومة في العراق وبالتالي لا يمكن للعبادي مخالفة قواعد اللعبة الدولية والتي تعطي أميركا دور السيد الحاكم للعالم . لقد خذله العراقيون المؤيّدون لإيران وهاجموه بسلاح التكفير ولكن لم ينصره العراقيون المعادون لدور إيران في العراق وهنا تبيّن أن التفاهمات بين العبادي و الآخرين غير ناضجة بما فيها الكفاية وهذا ما اتضح من خلال سكوت السيد مقتدى الصدر عن الحرب الكلامية المفتوحة على العبادي وكأنه يريد التخلص منه بفيتو إيراني وعراقي مباشرين كي يصبح وحيداً في اختيار رئيساً للحكومة من كتلته النيابية أو ممن يأمنه مقتدى على دنياه لا على دينه بعد أن كوت جباه العراق نيران المتدينين . كان ينتظر العبادي أن تهبّ لنجدته القوى المتضررة من سيطرة وسطوة الحرس الإيراني على العراق وأن يكون رمز المواجهة الفعلية مع من يصادر قرار العراق و أن يعيد للعراق مجد مناضليه الضائع بين أحزاب وشخصيات باعت نفسها لشيطان الشهوة وأن يعيد تنشيط العراق العربي في أمّة أسهم في كتابة تاريخها الحضاري و السياسي لقرون وبات نسياً منسياً في أعين العرب ولا مكان له في الدور القيادي والطليعي وقد وُضع في ذيل الدور العربي وفي أسفل لائحة الدول العربية المؤثرة رغم ما يتمتع به العراق من إمكانيّات لا حصر لها ولكن سُرّاق العراق ولصوص السلطة جعلوا منه جيفة نتنة لا يقرب منها إلاّ الضباع. لقد ضحّى السيد حيدر العبادي بحياته السياسية كي يكون شاهداً على العراقيين وشهيداً عليهم ولكن لن يحمل العراقيون نعش الشهيد مهما آذن المؤذّنون في العراق بأن العبادي مات شهيداّ ...
العبادي شهيد شهيد شهيد ...
العبادي شهيد شهيد شهيد ...علي سبيتي
NewLebanon
هل انتهى دور العبادي كلاعب إحتياط في الفريق الإيراني فأراد أن يبدأ من جديد كلاعب أساس في ملاعب الشعب العراقي ؟
التعريفات:
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
5542
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro