استطاعت الممثلة اللبنانية جيسي عبدو أن تترك بصمة لدى الجمهور المصري منذ إطلالتها الأولى عليه في «سُك على إخواتك» خلال رمضان الفائت، هي التي عرفها الجمهور اللبناني بأدوار الكوميديا ودخولها عالم الدراما التلفزيونية بعد أن طلّقت مجال «الكوميديا الساخرة».
في هذه الدردشة تتحدّث عبدو عن علاقتها بمحمد رمضان وإعجاب محمد صلاح بمسلسلها وردود الفعل التي تلقتها أخيراً على عمليها الرمضانيين.
> نراك بعيدة هذه الفترة من الأضواء... ماذا تحضّرين؟
- هذه الفترة هي بمثابة استراحة المحارب بالنسبة إليّ، فهذا العام تعبتُ كثيراً وأرهقني السفر المستمر بين بيروت والقاهرة والتصوير لأيام متواصلة وساعات طويلة، أدرس مجموعة مشاريع ولكنّني في إجازة.
> كيف تقوّمين هذا العام على الصعيد المهني؟ هل يُمكننا القول إنّه الأكثر نجاحاً بالنسبة إليكِ؟
- الحـــمد لله هذا العام كان رائعاً على الصعيد المهني، لمستُ نجاحاً كبيراً من متابعي مسلسلَي «جوليا» و»سُــك على إخواتك»، وتلقّيت رسائل تهنئة من الجمهور ومن ممثلين ومنتجين، ولفتتني حفاوة الجمهور المصري وإعجابهم بي. أمّا في بيروت، فشهادتي مجروحة بردود الفعل على «جوليا».
> قدّمت دوراً مركّباً في «جوليا» على صعيد الفيزيولوجيا؛ ماذا عنه؟
- شخصية «ريما» لا تشبهني أبداً، وقد تطلّب منّي ذلك مجهوداً جسديّاً قبل المجهود الفكري، وذلك بالعمل على طريقة المشي والصوت والتصرّف، حتى أنّ نبرة صوتي كانت مختلفة عنها في الواقع. الأمر ليس صعباً، بل هو بمثابة تحدٍّ لنفسك أن تقدّم شخصية لا تُشبهك. قد تكون ظروف العمل متعبة قليلاً، بسبب ارتباط شخصيتي بالشخصيات التي أدّتها «جوليا» (ماغي بو غصن)، ولكنّنا قدّمنا عملاً ممتعاً. أنا من الذين يدرسون الشخصية وأبعادها، وأحاول أن أضيف إليها من نفسي.
> لماذا نشعر بأنّكِ وفي عملكِ مع ماغي، تكون الشخصية «مفصّلة على قياسك»؟
- إطلاقاً (...) المسألة تبدأ بكتابة النص من جانب السيناريست والذي يقترح مع المخرج العمل عليّ، وهنا يأتي دوري بالقبول أو الرفض. ولكنْ هناك تناغم كبير بيني وبين ماغي بو غصن، فنحن نُضيف «إيفيهات» كثيرة بحكم صداقتنا، ما يجعل الشخصيات قريبة جدّاً من بعضها بعضاً، فنحن نعرف نقاط القوة لدى بعضنا، وبالتالي نعرف كيف نؤطّر الشخصية التي نؤدّيها.
> ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي منذ فترة بخبر إعلانك عن سنّك الحقيقية يوم عيد ميلادك؛ هل اعتراف الفنان بعمره يؤثر في مسيرته وفي الأدوار التي يؤدّيها؟
- عمري 30 سنة، ولا مشكلة لديّ في الإفصاح عن عمري الحقيقي. من الجميل جدّاً أن يعترف الفنان بعمره، وأن يعيش كلّ مرحلة كما يجب أن يعيشها. عمر مسيرتي التمثيلية بات اليوم 12 سنة، ولا أزال أشعر بأنّني لم أقدّم شيئاً، وهناك الكثير مما أحلم به وأطمح لتقديمه. أنا متصالحة جدّاً مع فكرة العمر، إنما هناك فنانون يعانون عقدة العمر، ولكنّني لا أؤيّدهم في ذلك، إذ على الإنسان أن يفرح بتقدّمه في السن واكتسابه مزيداً من الخبرات والتجارب.
> هل هجرتِ البرامج الكوميدية والشانسونييه إلى ما لا عودة؟
- بداياتي كانت مع البرامج الكوميدية الساخرة، وبقيتُ 8 أعوام في هذه الفئة من البرامج مع المخرج شربل خليل والذي تعلّمتُ منه الكثير، وبمقدار ما تدرّبتُ وقدّمتُ شخصيات منوّعة، باتت الشخصيات المركّبة بالنسبة إليّ سهلة جدّاً في الدراما. شربل خليل مدرسة في الكوميديا، وقد خرّج عدداً كبيراً من ممثلي الكوميديا في لبنان، ولكن بالنسبة إليّ حان الوقت للإقدام على تجربة جديدة، وأن يتعرّف الناس إلى الجانب التراجيدي في أداء جيسي عبده التمثيلي.
> هل ترين أنّكِ ظلمتِ نفسك وموهبتكِ في بدايتكِ من خلال برنامج كوميدي؟
- لا ظلم في ذلك. ليس من السهل أن تكون جزءاً من برنامج كوميدي ساخر يتناول مواضيع الساعة والتي قد تكون حساسة، وفي الوقت عينه مطلوب منك تقديم شخصية مرحة و «كاراكتير» خفيف الظل في كلّ إسكتش. عموماً، الكوميديا أصعب بكثير من التراجيديا، لأنّه «في شعرة بين الشخص المهضوم والشخص اللي دمه تقيل».
> «سك على إخواتك» هو عملكِ الأول في مصر؛ ماذا يمكنكِ أن تخبرينا عن المسلسل وعن أصدائه؟
- سعيدة جدّاً بهذا العمل، وكذلك بوقوفي أمام عدسة المخرج وائل إحسان وهو فنان ومخرج ذكي، وأفرحتني تجربة العمل معه، هو الذي تتلمذ على يديه عدد كبير من نجوم مصر في الكوميديا، ولم أشـــعر يوماً بالغربة خلال التصوير، بل احتضنني فريق العمل ودعمني.
> رصدنا إعجاب لاعب الكرة محمد صلاح بالمسلسل ونشره مقاطع منه... ما تعليقكِ؟
- الحمد لله كما ذكرتُ لكَ، أصداء العمل كانت رائعة، ومحمد صلاح تربطه علاقة صداقة ببطل العمل علي ربيع، فكان يتابع المسلسل دائماً وينشر مقاطع منه على السوشيال ميديا، وكذلك أحمد السقا و «السوبر ستار» راغب علامة.
> أخبرينا عن سر العلاقة بمحمد رمضان، لا سيّما أنّه نشر لك مقطع فيديو وأنت تغنّين أغنيته. هل يُتوقع أن يجمعكما عمل مشترك؟
- محمد رمضان شخصية رائعة ومتواضعة جدّاً. وللأمانة، أنا لا أعرفه على الصعيد الشخصي ولم ألتقِ به، وكلّ ما في الأمر أنّني كنتُ أغني إحدى أغنياته الخاصة في إعلان لشركة اتصالات، ونشرتُ المقطع على «الإنستغرام»، وفوجئتُ بعدها بنشره الفيديو في «الستوري». هذه بادرة مميّزة منه، وأتمنّى أن نتعامل معاً، فهو ممثل رائع وبارع والنجاح الذي حظي به «مخيف»!
> في الحديث عن السوشيال ميديا؛ هل برأيكِ هناك استسهال في تعاون النجوم معها؟ وإلى أي مدى تسمحين للجمهور بالتدخّل في خصوصياتكِ؟
- عالم السوشيال ميديا واسع جدّاً وفيه الجانبان الجيد والسيئ، وعلى كل فنان أن يُدرك طريقة استخدامه لهذه الأدوات والمنصّات. شخصياً، أستخدم الـ «سوشيال ميديا» للترويج لأعمالي بعيداً من حياتي الخاصة، لأنّ للجمهور الحق في الحكم على أعمالي فقط وليس على يومياتي وحياتي الخاصة. جميعنا قد نُخطئ ونتعلّم، ولكن خطأ الفنان بألف. فهو دائماً تحت المجهر.
> هل تتّبعين مبدأ «أوّل في الضيعة أفضل من تاني في المدينة»، فقبلتِ بدور مساند للبطولة في أعمال عدة لتحصلي لاحقاً على البطولة؟
- لا أُعاني هذه العقدة إطلاقاً. ما يهمّني هو نوعية العمل وتركيبة الشخصية التي أؤدّيها، والباقي تفاصيل. هناك ممثلون يؤدّون دوراً ثالثاً ويتركون بصمة لدى المشاهدين وتكون مشاهدهم معدودة. وللعلم، قدّمتُ دور بطولة في فيلم «كذبة بيضا» إلى جانب طوني عيسى وعدتُ بعدها إلى الجمهور في دور مساند في مسلسل «جوليا»... والأدوار الثانوية ليست سهلة، لأنّها لو فشلت تُفشل معها العمل، وهي من شأنها أن تصقل الدور الأول وتدعمه.
> أين تقف حدود الجرأة في أدواركِ؟
- أقدّم ما لا يخدش عين المشاهد، فأنا أؤمن بأنّنا نعيش في بيئة محافِظة وقد لا يتقبّل الجمهور أموراً كثيرة. وعلى الصعيد الشخصي، ما لا أتقبّله في الحياة اليومية، أرفضه على الشاشة حتى في دور تمثيلي.
> ألا تفكّرين في الغناء، لا سيما أنك كنت موهبة لافتة في «ديو المشاهير»؟
- الموضوع بعيد من معادلتي اليوم، فأنا أركّز على التمثيل كثيراً وعلى انتقاء الأعمال التي تناسبني، وفي «ديو المشاهير» قدّمتُ تجربة لذيذة وعفوية، ولم أكن أتوقّع الاستمرار في عدد كبير من الحلقات. قد أغنّي في عمل أو في مشهد يخدم مسسلسلاً أو فيلماً، حتى أنّني سجّلتُ أغنية في مصر ولكنّني لم أطرحها بعد، لأنّني أريد أن أستغلّها في ناحية مفيدة لعملي كممثلة وليس كهاوية غناء.