زوبعة في فنجان! انطلقت منذ تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن حكومته ستلتزم بالعقوبات الأميركية ضد إيران لحماية مصالحها بالرغم من أنها لا تتعاطف معها!
وأضاف العبادي "من حيث المبدأ نحن ضد العقوبات في المنطقة ونعتبرها خطأ جوهريًا واستراتيجية وغير صحيحة لكن سنلتزم بها لحماية مصالح شعبنا. لا نتفاعل معها ولا نتعاطف معها لكن سنلتزم بها".
مفعول تلك الكلمات التي تفوّه بها رئيس الوزراء العراقي كان سلبياً للغاية ولا أحد يجزم بأنه لو كان صدام حسين مكان العبادي. هل كان يتخذ نفس القرار! ام على العكس كان المتوقع أن يرفض قرار الرئيس الأميركي بفرض العقوبات على إيران وربما كان يعمل لكسر الحصار عن إيران.
ويبدو ان العبادي بهذا القرار المستعجل أحرق أوراق اعتماده لدى إيران وخسر الأطراف السياسية العراقية الموالية لإيران قبيل موعد إنتخاب رئيس وزراء جديد.
إقرأ أيضًا: إيران: أخطبوط الفساد يفترس وزير العمل
إختار العبادي خيار التماهي مع العقوبات الأميركية على إيران في حين أن أوروبا والصين والهند وحتى أذربيجان تحاول إعفاء نفسها من تداعيات تلك العقوبات ولم تستسلم أمامها ونجحت أذربيجان في الحصول على رخصة الولايات المتحدة.
وجاء أول ردود على لسان نائب إصلاحي في البرلمان الإيراني محمود صادقي الذي علّق على قرار العبادي بالقول: "إن العراق مطالب بدفع 1100 مليار دولار كغرامة الحرب العراقية الإيرانية حسب مادة 6 من القرار 598" مضيفا أن " إيران لم تطالب بتعويضات الحرب لأنها أخذت بنظر الإعتبار ظروف العراق الصعبة. وأما الآن فرئيس الوزراء العراقي وبدلاً من التعويض يتماهى مع العقوبات الظالمة ضدنا. "
وانطلقت حملات إعلامية على مواقع للتواصل الإجتماعي ضد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قبل النشطاء السياسيين يعتبرون أن هذا الموقف ليس جزاء الإحسان ولا ينسجم مع منطق الجار ثم الدار.
إن العبادي نفسه صرّح اكثر من مرة بأن التدخل الإيراني منع سقوط بغداد على يد الخلافة الداعشية، كما انه اكد على دور إيران في تكنيس العراق من شر داعش فهل ينبغي أن يتعامل مع دولة داعمة بمنطق تحاري ساذج؟
اما القوميون الإيرانيون يقدّمون الشكر والامتنان للعبادي على موقفه الأخير علّه يدفع النظام الإيراني إلى التخلي عن العرب ومشاكلهم والإنصراف إلى الداخل!