فاجعة مزدوجة استيقظت عليها بلدة أنصار الجنوبية، بخسارة شابين من أبنائها في حادثين منفصلين، هما مهدي قبيسي وبلال أيوب، حيث قضى الاول بصعقة كهربائية فيما لفظ الآخر أنفاسه نتيجة حادث سير.
انطفاء شمعة مهدي
اتشحت البلدة بالسواد، الصدمة خيمت على الجميع، كيف لا ومهدي وبلال من زينة الشباب المعروفين بعصاميتهما... دفع مهدي ثمن مشكلة الكهرباء التي يعانيها لبنان، فكما قال خاله عباس لمع لـ"النهار": "انقطعت الكهرباء في منزل ابن الـ34 ربيعاً عند الساعة السادسة والنصف فجراً، وبما انه يعمل في هذا المجال وكون انتظاره وصول عمال من شركة الكهرباء سيطول، خرج من بيته لاصلاحها بنفسه، صعد على العمود، ليصعق ويموت على الفور". في حين قال ابن عمه مهدي لـ"النهار": "لا معلومات دقيقة عما حصل معه حتى الساعة، وعما ان صعد على العمود لإصلاح عطل في الحي او في بيته، وفيما ان كانت الكهرباء حينها مقطوعة عن العمود واتت عند الساعة السادسة او كان التيار موصولاً، لكن ما هو اكيد ان مهدي بقي معلقا حتى وصول عناصر من الدرك وعمال شركة الكهرباء لينزلوه لكونه كان رابطا نفسه بالعمود من اجل العمل".
اطبق العريس الوالد لطفل يدعى علي عينيه، "فتح مخفر الدوير تحقيقاً بالقضية" قال عباس، واليوم "سيشيع الى مثواه الاخير". خسرت عائلة قبيسي فلذة كبدها في لحظة، رحل مهدي الى الابد مع استمرار مشكلة الكهرباء في البلاد الى اجل غير مسمى.
الوداع الأخير
قبل أن يتربص الموت بمهدي، كان بانتظار بلال عند الساعة الثالثة فجراً، "بينما كان عائداً من عند اصدقائه، حيث قصدهم لوداعهم، لكونه كان ينوي السفر صباحاً الى مصر" بحسب ما قالته قريبته زهراء المصري لـ"النهار"، مضيفاً "كانت فرحته كبيرة، نجح في الامتحانات الرسمية، اراد التمويه عن نفسه، حجز الى شرم الشيخ، جهز حقائبه، وبدأ بوداع اقاربه، لم نكن نعلم انه الوداع الاخير وانه سيرحل الى الابد بعدما انقلبت سيارته وهو في طريق عودته الى منزله قبل التوجه الى المطار" في حين شرحت احدى معارفه لـ"النهار"، "كيف طار من السيارة وارتطم بصخرة الامر الذي ادى الى وفاته على الفور".
لم يرحم الموت بلدة انصار، خطف منها شابين في يوم واحد، ليخيم الحزن عليها وتبدأ عائلتا الضحيتين بتقبل العزاء.