اكتشف علماء وجود علاقة غريبة بين نشاط جليد البحر القطبي الشمالي والطقس المتقلب الذي شهدته الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وبما أن جليد البحر القطبي الشمالي معروف بتأثيره على مسار التيار النفاث، يقول العلماء إن ذوبانه يمكن أن يتسبب في تغيرات الدورة الجوية التي تقلل من الظروف المؤدية لتكوين الإعصار.
وأظهر التحليل الجديد لما يقرب من 30 عاما من البيانات المناخية، أن انخفاض نشاط الإعصار غالبا ما يتوافق مع فترات ذوبان الجليد. ويبدو أن هذه العلاقة كانت ذات أهمية خاصة في شهر يوليو، وفقا للعلماء.وذكر روبرت جيف تراب، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة Illinois: "قد تبدو العلاقة بين الجليد البحري في القطب الشمالي والأعاصير بالولايات المتحدة غير محتملة. ولكن من الصعب تجاهل الأدلة المتزايدة التي تدعم هذه العلاقة".
ويلعب جليد البحر القطبي الشمالي دورا هاما في التيار النفاث، أو التيارات الهوائية سريعة الحركة التي تدور حول الكوكب. وعندما يتراجع الجليد البحري، يتغير مسار التيار النفاث، وفقا للعلماء. وبدلا من اتباع مسار الصيف المعتاد عبر الولايات المتحدة الوسطى، مثل مونتانا وساوث داكوتا، فإن التيار النفاث يهاجر إلى الشمال، ما يؤدي إلى هبوب الريح على طول الطريق. وأوضح تراب قائلا: "على الرغم من أن العواصف الرعدية تتطور باستمرار، إلا أنها لا تميل إلى توليد أعاصير، لأن أحد المكونات الأساسية لتكوين الإعصار مفقود تماما".
وطرحت هذه العلاقة عددا من الأسئلة، حيث لم يكن العلماء متأكدين تماما من كون الرابط أقوى في يوليو. ولكن التحليل الجديد يمكن أن يمهد الطريق لأساليب أفضل للتنبؤ بالطقس الموسمي القاسي.