يتخبط مسار تأليف الحكومة الجديدة بالعراقيل، والذي شهد روايات عدة تتداولها الأوساط السياسية، في هذه المرحلة، واللافت أن تلك الأوساط تداول روايتين حول مسار التأليف، وهما وفقاً لصحيفة "الجمهورية":
الرواية الأولى
تسرد التباطؤ الذي يسيطر على حركة الرئيس المكلف منذ اسابيع، عدا عن وجهة نظر القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.
واللافت في هذه الرواية، حسب الصحيفة، هو أن "اللقاء الأخير بين عون والحريري لم يكن سلبياً بل على العكس، شهد تقدماً على خط التأليف، بعدما طرح الرئيس المكلف على رئيس الجمهورية صيغة جديدة لحكومته، يمكن القول انها حظيت بشبه توافق عليها، حتى على حجم كل طرف، وخَلت من ثلث معطّل لطرف بعينه في الحكومة، الّا ان بعض النقاط بقيت عالقة وتتطلب معالجة، وأن الحريري أخذ على عاتقه في هذا اللقاء معالجة عقدتي تمثيل القوات والاشتراكي، الا ان هذه المعالجة لم تحصل".
وتشير هذه الرواية إلى أن "الأمور ليست عالقة في نقطة الصفر خلافاً لِما يقال، بل أن ثمة تقدماً حصل، والخلاف لم يعد عميقاً لا على الأحجام، ولا على مسألة الحقائب، خصوصاً الخدماتية".
أما النقطة العالقة وفقاً لهذه الرواية هو "موضوع إسناد حقيبة سيادية لـ«القوات»، وهو الأمر الذي ينتظر ان تقتنع القوات باستحالة إسناد اي حقيبة سيادية لها، سواء أكانت الخارجية أو الدفاع، فالتيار لن يتخلى عن الخارجية، ثم أن الدفاع، وكما هو غير مقبول لـ«حزب الله» ألّا تُسند اليه، فمن غير المقبول ايضاً ألا تسند لـ«القوات»، وهذا الأمر ينسحب على الخارجية، ما يعني أنّ مشكلة إسناد حقيبة لـ«القوات» لا علاقة لها بالحصص، انما هي مشكلة سياسية، مرتبطة بموانع داخلية كثيرة".
الرواية الثانية
وهي رواية مناقضة للرواية الأولى، حيث تؤكد أنّ "الأمور وصلت الى الحائط المسدود، ولا يمكن الحديث عن أي اختراق ممكن في ظل الوضع الحالي، وذلك بسبب شروط العهد، لناحية رفض إعطاء «القوات» حقيبة سيادية، واكثر من 3 وزراء، ورفض إعطاء الحزب الاشتراكي اكثر من وزيرين، وتمسّك فريق رئيس الجمهورية بالثلث المعطل".
وتعتبر الرواية، "أنه امام هذه المطالب، لم تجد «القوات» والاشتراكي الا رفض القبول بهذا التمثيل الناقص، الذي لن يدخلا الحكومة ابداً على اساسه، فضلاً عن الرئيس المكلف، لن يؤلف حكومة بمعزل عن «القوات» والاشتراكي، حفظاً للتوازن، وخصوصاً في ظل ما بدأ يَتمظهر في فريق العهد وبعض القوى السياسية عن توجّه لإعادة فتح العلاقة مع النظام السوري".
وتعتبر الرواية أنّ "هذه الشروط هي التي عطّلت التأليف حتى الآن، والحل بسيط وهو العودة عن هذه الشروط، التي ان بقي العهد متمسّكاً بها، ستبقى الأمور على ما هي عليه، فـ«القوات» لن تتراجع عن مطلبها ولا الاشتراكي، وكذلك الرئيس الحريري الذي يبدو حاسماً في موقفه انه لا يؤلف حكومة في ظل هذه الشروط".