انعقد اللقاء الثلاثي بين الوزير الدكتور غطاس خوري ممثلا «تيار المستقبل» والوزير ملحم رياشي ممثلا حزب «القوات اللبنانية» والنائب وائل ابو فاعور ممثلا الحزب التقدمي الاشتراكي، من دون ان تصدر عنه اي اشارة عما توصل اليه المجتمعون حول تشكيل الحكومة وحصص الاطراف فيها، سوى ما قاله الوزير الرياشي لـ«اللواء» بعد اللقاء بأنه «كتير منيح». فيما سبقت اللقاء وتلته تسريبات وتحليلات عن ان للقاء اهدافاً اخرى غير متابعة الوضع الحكومي، أهمها ما قيل انه يتعلق بإعادة احياء نواة «فريق 14 اذار» من الاطراف الثلاثة حاليا لمواجهة ما يمكن ان يتعرض له لبنان من تداعيات نتيجة الصراع الكبير القائم في المنطقة بين محورين، ولم يستطع لبنان برغم كل ادبيات النأي بالنفس ان ينأى بنفسه عنه او ان يتجاوز سلبياته.
واذا كان إحياء العظام وهي رميم هو امر بيد الله فقط لا غير، فإن اعادة احياء «فريق 14 اذار» هو بنظر مسؤوليه السابقين امر مستحيل نتيجة ظروف كثيرة، منها خروج «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» من زمن بعيد من دائرته، إلاّ ان ما يصح على اللقاء الثلاثي هو ما ذكره متابعون لتفاصيله بأنه «لقاء مهم في الشكل وليس المضمون المتعلق بموضوع الحكومة، فلا شيء جديدا بالموضوع الحكومي والمطالب والشروط لا زالت متوقفة عند نفس الحافة».
ولكن الشكل هنا برأي المتابعين يتعلق بإعادة لقاءات التنسيق بين الاطراف الثلاثة كحلفاء سياسيين حيال كل الملفات والاوضاع المطروحة محلياً واقليمياَ، ومنها ما يتعلق بالعلاقة مع السلطات السورية مثلا. وتضيف مصادر المتابعين: ان اهمية اللقاء تكمن في انه وجه رسالة الى الاطراف الاخرى ان هذا الثلاثي (المستقبل والقوات والتقدمي) متحالف مع بعضه اولاً حول الموضوع الحكومي لأنه يعتبر نفسه مستهدفاً بمحاولة الاقصاء والتهميش، ومتحالف مع بعضه ثانيا حول بعض الملفات الاخرى الداخلية والاقليمية.
لكن المصادر تؤكد ان «التحالف الثلاثي» لا يعني اصطفافاً سياسياً جديداً ثابتاً، بل هو اصطفاف تفرضه الملفات المطروحة كل ملف بمفرده، فالتباينات قد تظهر حول ملف معين او قضية معينة داخلياً كما حصل في امور كثيرة خلال عهد الحكومة السابقة كملف الكهرباء وبواخرها التركية، لذلك فالاصطفافات ليست ثابتة بل مرتبطة بظرف معين وبسبب معين لملف معين.
إلا ان بعض الاطراف قد تفسر هذا التحالف المتجدد على انه موجه نحو العهد ورئيسه او نحو فريق سياسي اخر، ما يعيد الاصطفافات القديمة الحادة، او يؤخر اكثر تشكيل الحكومة او يوتر الاجواء السياسية مجدداً، لكن مصادر الفريق الثلاثي تقول: «انه ليس موجهاً ضد العهد ابداً، وحصول تباين مع رئيس الجمهورية حول بعض الملفات ومنها موضوع الحكومة لا يعني الخصومة، بل ان هناك نظرة مشتركة بين اطراف هذا الفريق حيال ملفات معينة. ولكننا أردنا ان نقول ايضا من خلال اللقاء اننا موجودون ولا نقبل ان تتشكل حكومة من دون الأخذ برأينا، والتعطيل والتأخير ليس من عندنا بل من عند الاخرين الذين يفرضون معاييرهم الخاصة».
وتشكيل الحكومة لا زال مجمّدا عند المطالب المعروفة لأطراف التحالف الثلاثة، لذلك تقول المصادر المتابعة ان لقاء الرئيس سعد الحريري برئيس التيار الحر الوزير جبران باسيل مرتبط بحصول امر جديد، وهذا ما لم يحصل، وقد عبر عن ذلك الرئيس ميشال عون شخصيا بقوله: لو كان هناك جديد لكان الحريري اتصل بباسيل وابلغه بموعد اللقاء وما كان باسيل ليتخلف عن تلبية الدعوة.