التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني قبل ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة في بئر حسن، السفير الياباني ماتاهيرو ياماغوشي، بمناسبة انتهاء تنفيذ واستلام الهبة اليابانية بقيمة 4.289.000 دولار اميركي مقدمة الى 14 مستشفى حكومي في لبنان، وهي: في بيروت، مستشفى رفيق الحريري الجامعي. في جبل لبنان، مستشفيات: سبلين، الشحار الغربي، ضهر الباشق والبوار. في الشمال، مستشفيات: القبة، حلبا وسير الضنية. البقاع، مستشفيات: زحلة، بعلبك، الهرمل وراشيا. في الجنوب، مستشفيا: مرجعيون وحاصبيا.
تلى اللقاء مؤتمر صحافي عقده حاصباني والسفير الياباني في حضور مديري المستشفيات الحكومية التي تلقت الهبة اليابانية.
واشار مستشار وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد الى ان الهبة "ستساهم في تحسين نوعية الخدمة المقدمة في المستشفيات الحكومية"، متوجها بالشكر الى الوزير حاصباني الذي شكل لجنة الهبات والقروض الميسرة وللسفارة اليابانية وفريق العمل في الوزارة .
ولفت عربيد الى وجود مشاريع بقيمة 58 مليون دولار قيد التنفيذ، ومنها من خلال الهبة الكويتية مشروع تجهيز وتأهيل اقسام الطوارئ في كل المستشفيات الحكومية بقيمة 8 ملايين دولار واستفادة 4 مستشفيات من هذه الهبة بقيمة 4.8 مليون دولار.
اما هبة البنك الاسلامي بقيمة 27 مليون دولار لانشاء 3 مستشفيات جديدة هي الكرنتينا والصرفند وصور الى جانب 14.5 مليون دولار للرعاية الصحية الاولية، مشيرا الى ان الوزارة ترعى حاليا هذا الحجم من المشاريع.
من جهته لفت السفير الياباني الى ان لبنان وعلى الرغم من كونه من افضل بلدان الرعاية الصحية في المنطقة، الا ان القطاع الصحي اللبناني يحاول جاهدا التكيف مع الحاجات الصحية المتزايدة للبنانيين واللاجئين. لذلك قررت اليابان دعم وزارة الصحة اللبنانية بمبلغ يلامس 5 مليون دولار للحالات الطارئة لتجهيز 14 مستشفى حكومي بمعدات يابانية متطورة.
واعلن ان هذه المستشفيات استلمت تلك المعدات متوجها بالشكر الى الوزير حاصباني لجهوده على تأمين تعاون بناء بين لبنان واليابان، ليستفيد عدد كبير من المرضى من الخدمات التي ستوفرها الهبة اليابانية.
وابدى السفير الياباني تقديره للحفاوة اللبنانية تجاه الاعداد الكبيرة من النازحين السوريين منذ بدء الازمة السورية، مشيرا الى ان بلاده قدمت للبنان اكثر من 180 مليون دولار لمساعدته في مواجهة ازمة النزوح السوري.
وختم بالتأكيد ان بلاده ستستمر في دعم الحكومة اللبنانية والمجموعات المضيفة واللاجئين في هذه الاوقات الصعبة، مشددا على تطور اواصر العلاقات والتعاون بين لبنان واليابان في المستقبل.
بدوره توجه حاصباني بالشكر الى اليابان "لاهتمامها المركّز بالقطاع الاستشفائي في لبنان".
وقال: "نحن اليوم استكملنا استلام وتنفيذ مشروع الهبة اليابانية والتي توزعت على 14 مستشفى اكبر حصة كانت من نصيب مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت ومن ثم مستشفى طرابلس الحكومي وعدد آخر من المستشفيات اللبنانية بحسب الحاجة الى التطوير".
واشار حاصباني الى "ان عددا آخر من المستشفيات يستفيدون وسيستفيدون من هبات اخرى تأمنت من جهات كالصندوق الكويتي والذي ستركز على تحديث وتجهيز اقسام الطوارئ، بالاضافة الى جزء الهبة التي ستبدأ في 2019 من مشروع التمويل من البنك الدولي الذي سيخص المستشفيات الحكومية بمبلغ كبير من ضمن المشروع التمويلي الذي قمنا بتأمينه هذه السنة".
اضاف حاصباني: "اذا جمعنا كل هذه الاموال، فهي تبلغ تقريبا ما بين 60 الى 70 مليون دولار تدخل الى المستشفيات الحكومية".
وتابع: "دعمنا مستمر ولا متناه للمستشفيات الحكومية من جهة تحديثها وتطويرها وتمويل التحديث عبر الهبات والدعم الدولي بالاضافة الى ترشيد الانفاق والتحديث في نهج الادارة وترشيقها داخل المستشفيات وكذلك ضبط حالات الدخول والرقابة الاضافية والتركيز على العمل الشفاف والتعاون مع المستشفيات الجامعية والتوأمة مع الجامعات الكبرى لتطوير الاداء، وتضافر الجهود وتشارك الخبرات بين المستشفيات الحكومية لتحسين الاداء بشكل عام، اضافة الى الرقابة المضافة".
واشار حاصباني الى ضرورة ان تعمل المستشفيات الحكومية باستقلالية وان يكون لها اكتفاء ذاتي. لكن الدولة من وقت الى آخر تضطر ان تكون المساعد الاكبر لهذه المستشفيات لاسباب عدة، آملا ان نصل الى وقت تحصل هذه المستشفيات على الاكتفاء الذاتي.
ولفت الى ان وزارة الصحة جهة راعية للمستشفيات الحكومية وليست جهة مديرة لها، وهي جهة ضامنة تدفع للمستشفيات الحكومية مستحقات الذين يتلقون الطبابة على نفقة الوزارة، مشددا على ان "واجبنا الاساسي كجهة راعية ان نستمر في دعمها وتطويرها لكي تكون مكتفية ذاتيا ويكون اداؤها متطورا وممتازا وتتنافس مع جميع المستشفيات على الاراضي اللبنانية".
ودعا حاصباني لان تحصل المستشفيات الحكومية على مستحقاتها المادية من خزينة الدولة والتي لم تدفع منذ سنوات.
واشار الى وجود تحد يتمثل بالمحدودية التي تعطى في الموازنة الى وزارة الصحة كجهة ضامنة، ما يجعلها تضطر الى توزيع السقوف المالية ضمن هذه الموازنة بطريقة عادلة، مشيرا الى ان بعض المستشفيات الحكومية زاردت موازناتها واخرى قلت بحسب الحاجة والمصروف والطاقة والخدمات التي تقدمها. وشدد على ان الاهم ان نجير اكبر عدد من الاموال التي يحصل عليها لبنان من مساعدات واستثمارات لتطوير المستشفيات الحكومية ونرشق ادارتها.
وتوجه حاصباني بالشكر الى اليابان والسفير الياباني على دعمهم للبنان بكل الوسائل، مؤكدا له ان كل هبه قدمتها بلاده للبنان ذهبت في الطريق الصحيح، ومنها المستشفيات الحكومية لخدمة اكبر عدد من اللبنانيين على كافة الاراضي اللبنانية. كما امل استمرار التعاون بين البلدين لما فيه دعم التطور المستدام للبنان في كافة القطاعات وتحديدا القطاع الصحي.