من تهمة الإساءة إلى المقاومة إلى تهمة الترويج للفتنة وبث الخلافات إلى المصطلح الجديد "وحدة الشيعة" يحاول حزب الله استيعاب الشارع الجنوبي بعد فضيحة "باخرة الزهراني" التي وكما أشرنا بالأمس أنها كسرت الصمت الشيعي، ليجد ثنائي السلطة والهيمنة على القرار الشيعي المتمثل بحركة أمل وحزب الله نفسه في قلب العاصفة الشعبية التي انطلقت من البقاع وامتدت إلى الجنوب نتيجة سياسة الإهمال والتقصير بحق المجتمع الشيعي ونتيجة تفاقم ظاهرة الفساد وغض الطرف عن المتسببين بهدر المال العام ونهب حقوق الناس ممن ينتسبون للثنائي نفسه أو من الحلفاء والمقرّبين.
إن ظاهرة الإحتجاجات التي شهدها الجنوب على خلفية فضيحة الباخرة المذكورة خلال الأيام الماضية استدعت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى توجيه رسالة إلى المعترضين على ما وصلت إليه الأمور من الإهمال والتهميش وتغطية الفساد، أطل النائب رعد لمصادرة الوجع الذي انطلق منه الجنوبيون ولكمّ الأفواه لاعتبارات لا تمتّ إلى وجعهم وصرخاتهم بصلة، وكل الذي أراده رعد أن يسلب الصوت ضد الفساد والإهمال والحرمان تحت ذريعة درء الفتنة وتهديد السلم الأهلي وتوتير البلد حسب تعبيره.
إقرأ أيضًا: من البقاع إلى الجنوب باخرة الزهراني تكسر الصمت الشيعي !!
قال النائب رعد في وصف حالة الإعتراض التي شهدها الجنوب "قامت قيامتهم" واصفا ما نُشر على التواصل الإجتماعي بالتعبير الذي يؤدي إلى الفتنة متناسيا حجم المشكلة وحجم الوجع الذي فرض على الناس أن تقول كلمتها بوجه التسلّط والهيمنة والفساد والإهمال واللامبالاة.
وفي السياق نفسه وتحت ذريعة وحدة الصف الشيعي أطل الشيخ أكرم بركات هو الآخر لوضع حالة الإحتجاج والتمرد على الأوضاع المعيشية المتدهورة ليحيل الأمر إلى مؤامرة تستهدف وحدة الشيعة فيطالب بالكف عن الإنتقاد والإحتجاج تسليما وطاعة للولي، وكأن وجع الناس ومآسيهم المعيشية والمطلبية تمسّ الولاية بل وكأنها خارج إهتمامات الولاة والمسؤولين ويجب أن تستمر كذلك.
إن سياسة الإستيلاء على التحركات المطلبية والإعتراضات الشعبية سواء في الجنوب أو البقاع أو في لبنان من خلال بثّ خطاب التهويل بالفتنة تارة والحرب والأهلية تارة أخرى هو خطاب مقصود لا يراد منه إلا الإصرار والإستمرار في مسلسل التهميش والإهمال ولا يراد منه إلا الإستمرار في تغطية رؤوس الفساد والإستمرار في سياسة الهيمنة والتسلط والتفرّد والإستهتار بحياة الناس ومطالبهم المحقة.
قامت قيامة الجنوبيين بوجه الظلم والحرمان والجوع والبطالة وبوجه العتمة والعطش والفساد فمتى تقوم قيامتكم بل و متى تكونوا على مستوى الثقة والآمال التي منحها لكم الجنوبيون بأصواتهم ووفائهم؟