هنا ألتمس العذر من مساحة الحبر، لعلِّي أجد في بُرَكها دولاباً أو قارب نجاة، حتى لا تغرقني الكثافات في يمٍّ سحيقٍ أو بئرٍ مشيَّدة.. وعذراً إن غفا الحبر لأنكم أقرب المسافات من القلب إلى القلب، هكذا تربينا في حركة أمل وتعلمنا أدبياتها من إمام المحرومين وإليكم أخي نبيه بري، ما زلنا على قسمنا بالوفاء والعهد وما زال أمامنا وجوه وأسماء وتواريخ لأوفياء أوفوا بعهدهم وقسمهم وإلتزاماتهم لكي تبقى حركة المحرومين المؤتمنة للأمانة على ما تبقى لرفع الحرمان عن أهلها الجديرين بالتضحيات الجسام...
أخي رئيس حركة أمل منذ تولينا المسؤولية الثقافية عام 1997م/ إلتزمنا بنهجنا والعمل بما تقتضيه أمانتنا، وعملنا على إنجاح كل إستحقاق مفصلي لكي تبقى الأمانة محفوظة، والتزم وتعهد بعضهم لإنصافنا وإنصاف الكثيرين من أبناء أمل المحرومين، فكانوا من الذين اصطادوا على أكتافنا وحصَّنوا أنفسهم وأولادهم ونسائهم بوظائف في الدولة على حساب الطيبين من محبيكم ومن المنتسبين إلى هذه الحركة..
إقرأ أيضًا: طاغية البلاد وجرثومة الفساد..!
أخي نبيه بري لست مخاطبكم لكي أستجدي وظيفة لأننا تقدّمنا بالعمر، لكن من المؤسف أن نرى بعض المتصيّدين الملتحفين بقماش الدين من الذين وأدوا حركة أمل وكانوا لا يهدؤون ليلاً ونهاراً بالوقت الذي كنا السيف القاطع والمدافع عن حركة أمل وعن شخصكم وعن شهداء أمل الذين كتبوا بأرواحهم ودمائهم أن الأرض يرثها عبادي الصالحون، وهل جزاء المحبين والمخلصين والمدافعين وما زالوا إلى اليوم، أن تشطب أسمائهم من المؤسسة الدينية منذ سنوات وسنوات وإلى يومنا هذا، في الوقت الذي نرى فيها أسماء ليس لها في العير والنفير إلاَّ الشخير والإصطياد، تلك المؤسسة التي أسسها الإمام الصدر التي كانت أساساً في مشروع الدولة وقيامة الوطن وصوناً للمحرومين..! والبعض لم يعطِ حقه من الوعود التي وعدها هؤلاء المتصيدين، فلجأوا إلى الإعتكاف والجلوس في بيوتهم...
أخي نبيه بري المؤتمن على العهد والميثاق وكلنا ثقة بأنكم تستجيبون لكل محروم ومحزون، هناك من تربع على أكتافنا وخذلنا،وهناك عمائم لا تستحق أن تتربع على حسابنا وأوجاعنا وآلامنا، نحن لا نطمع بشيء ليس من حقنا، لكن من حقنا أن نبيّن لكم كيف تم خذلاننا من قبل هؤلاء الدخلاء على حركة أمل، الأخ الحبيب كلنا أمل وثقة بأنكم حماة الوطن والمحروم في أرضه وبيته..
أبا مصطفى الأخ الكبير بيننا وبينكم عهد وميثاق وقسم، نردّده في كل يوم مع طلعة الشمس في بعلبك إلى نهاية القرص في صور، وما بينهما من نهارات نسبح ونُسبِّح أفواجاً وأمواجاً، ونكتب معاً بحبر الحقيقة مهما كانت مرة، إننا حرَّاس الوطن والأرض والعقيدة والميثاق...
عذراً دولة الرئيس الأخ نبيه بري، يا صاحب القلب الكبير، والقلب الكبير يسع كل شيء... مع الإعتذار..