أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة ألقاها في قداس إلهي ترأسه في الديمان إلى انه "نصلّي اليوم من أجل شعب لبنان المقيم والمنتشر في القارات الخمس، كي يبارك الله حياتهم وأعمالهم ويفيض عليهم نعمه وبركاته. ونصلّي من أجل الإستقرار السّياسي في لبنان بتأليف حكومة يكون ولاؤها للبنان، لشعبه وكيانه ومؤسّساته، حكومة قادرة ويكون مقياسها لا مجرّد أحجام عدديّة بل الكفاءة والنّزاهة والتجرّد".
ولفت إلى أنه "نصلّي من أجل الإستقرار الإقتصادي من خلال النّهوض بالاقتصاد، في كلّ قطاعاته، وإجراء الاصلاحات في الهيكليّات والقطاعات التي اشترطها مؤتمر باريس – CEDRE(6 نيسان 2018) لمنح المساعدات الماليّة يبن قروض ميسّرة وهبات بقيمة 11 مليار ونصف دولار أميركي. لذا، نقول لا يحق للقوى السّياسيّة، أيًا تكن، المزيد من التّمادي في عرقلة تأليف الحكومة، بعد مرور أربعة أشهر تمامًا على المؤتمر المذكور، وشهرين ونصف على التّكليف، فيما الدّول الدّاعمة تنادت وأسرعت وعقدت ثلاثة مؤتمرات لصالح لبنان في غضون شهري أذار ونيسان 2018، في كلّ من روما وباريس وبروكسيل. إنّ مثل هذا التصرّف السّياسي اللّبناني يقوّض ثقة المجتمع الدولي بلبنان. وهذا ما لا نريده، بل نرفضه".
من جهة أخرى، قال: "أمّا وقد توافق اللبنانيّون بمختلف توجّهاتهم على وجوب العودة الكريمة والآمنة للإخوة النّازحين السوريّين حمايةً لهويّتهم الوطنيّة، وحقّهم في المساهمة في إعادة إعمار بلدهم وتقرير مصيرهم فيه، ولمّا كانت روسيا قد طرحت رسميًّا مبادرة في هذا السياق، ومع المجتمع الدولي يجري النّقاش حول مبادرتها لتسهيل عودة النازحين إلى أماكن إقامتهم الأصليّة، مع توفير ضماناتٍ قانونيّة وأمنيّة ومقوّمات الحياة الإقتصاديّة-الإجتماعيّة ذات الكرامة والأمان، فإنّ لبنان ممثَّلاً بالمسؤولين الرسميّين فيه مدعوٌ لمواكبة هذه المبادرة بمرجعيّة ورؤية وطنيّة موحَّدتين، وبالتنسيق مع منظّمة الأمم المتّحدة. وهذا يستدعي الكفّ عن تسييس المبادرة لمآرب شخصيّة، وإبقاء هذه المبادرة في إطارها الإنساني وفقًا لمعايير القانون الدولي، بحيث يسمح للإخوة النّازحين ترتيب أوضاعهم والعودة تحت مظلّة تفاهمات دوليّة وإقليميّة، بما يخفّف العبء عن المجتمعات المضيفة".
وأمل "يواكب هذه المبادرة أخصّائيون همُّهم لبنان والإنسان، فإنّا ندعو جميع القوى السياسيّة لأن تحتكم إلى منطق العلم في إدارة الأزمات الكيانيّة بدل الانزلاق في شروط وشروط مضادّة. مثل هذا الانزلاق يعني أنّنا حتى الآن لم نتعلّم من التاريخ كيفيّة إنقاذ وطننا وإنسانه، وانّنا لم ندرك أنّ العالم لا يحترمنا إذا لم نكن موحَّدي المرجعيّة والرؤية".
7. نسأل الله أن يلهم المسؤولين إلى كلّ ما هو خير للبنان وشعبه، وأن يهبنا نعمة الإيمان الصّحيح الملتزم والمعاش. فتضحي حياتنا نشيد تسبيح وتمجيد للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.