في البلد أزمة، والأزمة تتعدّى تأخير تأليف الحكومة، اوتلاشي «التسوية الرئاسية» إلى ما هو ابعد: إلى فقدان الثقة بين الكتل «القوية» او الضعيفة، التي نجمت عن انتخابات عام 2018، وأعادت «التموضع النيابي» والسياسي بما يشبه رجحان كفة فريق سياسي على فريق سياسي.
وتكاد الأزمات الحياتية تتقدّم على ما عداها، سواء في ما يتعلق بالكهرباء، بعدما انتقلت الباخرة سلطانة من الزهراني إلى كسروان حيث ستغذي قرى القضاء وبعض قرى المتن بكهرباء 24/24، وفقاً لما أعلن وزير الطاقة سيزار أبي خليل، في وقت تداعت فيه كتلة التنمية والتحرير والبلديات والمجالس الاختيارية ومكتب الشؤون البلدية في أمل لوقفة احتجاجية للتعبير عن الموقف والمطالبة بحل مشكلة الكهرباء وحرمان المناطق الجنوبية من التغذية الكهربائية عند الساعة 11.00 من قبل ظهر اليوم امام معمل الكهرباء في الزهراني..
ويأتي التوتر الكهربائي هذا على خلفية المراوحة القاتلة في ملف التأليف، مع تزايد العقد لا سيما الدرزية منها، فضلاً عن عقدة «القوات» والحقيبة السيادية.
وعلى هذا الصعيد، توقعت مصادر مواكبة لعملية التأليف (المستقبل قناة) ان النظام السوري يبذل محاولات مستميتة لضرب التسوية الرئاسية، عبر شروط تبدأ:
1- بفرض توزير طلال أرسلان.
2- والمطالبة بحصة وزارية لستة 8 آذار.
3- فرض التطبيع على الحكومة مع النظام السوري.
4- إعادة الانقسام إلى لبنان من زاوية فريقي 8 و14 آذار في محاولة لإعادة اختراق لبنان.
ومساءً، صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري الآتي: «يتداول بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات منسوبة لمصادر بيت الوسط ولأوساط مقربة من الرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة. يهم المكتب الاعلامي التأكيد على عدم صحة ما يتم تداوله، خلاف ما صدر ويصدر عن الرئيس الحريري وفريق العمل المكلف متابعة الشأن الحكومي».
وكانت الـ«L.B.C» نسبت إلى أوساط «القوات» قولها ان الرئيس الحريري وعد معراب بإعطائها اما الدفاع واما الخارجية.
ويغادر الرئيس الحريري خلال الساعات المقبلة بيروت إلى أوروبا، في إطار زيارة ذات بعد اجتماعي، على ان يعود إلى بيروت مطلع الاسبوع المقبل، لاستكمال الاتصالات حول تأليف الحكومة.
وفي بعبدا، لا نشاط رسمياً أمس، ولم يطرأ أي تطوّر في الملف الحكومي، الا ان النائب ماريو عون بحضور «تكتل لبنان القوي» قال لـ«اللواء» ليل أمس، لم تستجد أية عناصر، وما يسرّب حول التأليف لا يعدو كونه تخمينات.
وأشار إلى ان الوزارة السيادية التي تطالب بها القوات تتعلق بالرئيس المكلف وصلاحياته، ولا مانع للتيار الوطني الحر ولا فيتو لديه على أحد، لكن لا يُمكن الأخذ من حصتنا.
وتوقع ان تنال «القوات» حقيبة سيادية، مذكرا بما قاله الوزير باسيل، من ان الرئيس المكلف اذا ناداني فسيجدني.
ووصف عون العقدة الدرزية بأنها «أقبح من الثلث المعطل»، وهي قائمة، مكررا رفضه استئثار أي كتلة بكل المقاعد العائدة لطائفتها.
الفرزلي
والأبرز في الاشتباك السياسي، ما جاء على لسان نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، من ان ينصح الرئيس ميشال عون بتوجيه رسالة إلى المجلس النيابي تتضمن شرحاً للأسباب الموجبة، كمثل ان الاستشارات الملزمة سمت الرئيس سعد الحريري، وهذا يتفق مع رغبتي، لكن الحكومة لم تؤلف، ويدعو في الرسالة المجلس لاتخاذ ما يلزم ويتحمل مسؤولياته.
واستبعد الفرزلي خضوع الرئيس عون لتشكيلة لا تتوفق مع قناعاته، حتى ولو تأخر التأليف إلى ما شاء الله.
تحوُّل جنبلاطي
وفي تطوّر آخر، دعا النائب السابق وليد جنبلاط ان تكون المصالحة لحظة تأمل في كيفية اعتماد لغة الحوار وعقلانية بعيدا عن لغة الغرائز التي تجرفنا جميعاً.. موجهاً التحية لكل شهداء الوطن دون تمييز، كفانا تفويت الفرص، آن الأوان لنظرة موحدة إلى المستقبل تحفظ الوطن وتصونه في هذا العالم الذي تتحكم فيه شريعة الفوضى.
ولاقت هذه التغريدة ارتياحاً في أوساط التيار الوطني الحر، وبعبدا أيضا.
يذكر انه تمّ أمس إطلاق سراح المغرد والناشط الفايسبوكي رشيد جنبلاط بعد توقيفه 24 ساعة على خلفية شكوى من الوزير باسيل