لنستذكر قليلاً ماذا قال أحد السياسيين في بعلبك الهرمل أثناء الإنتخابات النيابية: "إنّ هذه الحالة والتذمّر في وجه حزب الله سينتهي في بعلبك الهرمل بعد الإنتخابات". ولكن كما يبدو أنّ هذه الحالة لم ولن تنتهي، لأنّها مرتبطة بالوضع الإقتصاديّ والإنمائي في بعلبك الهرمل، وليست مؤامرة كونيّة، إنّما هي حالة طبيعية لأيّ منطقة منكوبة اقتصادياً.
منذ أيام ظهر عدد من أبناء بعلبك الهرمل يحرقون أعلام حزبية ومردّدين أنهم لا يريدون أحد في منطقتهم من الأحزاب، فهم لا يريدون سوى الدولة، الدولة بجيشها وأمنها وإنمائها. على ما يبدو أنّ عدوّنا الإسرائيلي قد خاف قيام دولتنا فبادر الى تسريب ما يظهر أنه يُحيك مؤامرة لضرب حزب الله من خلال الحالة المُستجدة في بعلبك الهرمل.
اقرا ايضا : نحو مدينة الشمس
السؤال هُنا، جميعنا نعلم دهاء عدوّنا وأنه أمكر الماكرين، فكيف يقوم بتسريب مخططه ؟
للأسف إنّ بعض التافهين والسذجاء بنوا على هذا التسريب حقيقة ونشروها بنكهة ممانعجيّة.
ألم تنتبهوا أنّ عدوّنا الإسرائيلي خاف الإنماء ؟ وخاف سيطرة الدولة ؟ وخاف قيام دولة المؤسسات ؟ فقام ببثّ الفتن؟ هل تعتقدون أن العدوّ الإسرائيلي يُريد لنا أن نكون شعباً وجيشاً ودولة وكلٌّ ملتفٌّ حول القضيّة الوطنيّة، التي هي وطن المؤسسات والخدمات والجيش القويّ الذي لا يستطيع صدّه أحد عن حماية أرضنا ووطننا؟ ولكن العدوّ الماكر يُريد أن يبقى عداءه في لبنان محصور بفئة معينة وعلى أن تكون بمكان خلاف سياسي بين الأفرقاء اللبنانيين.
انتبهوا، ليس كلّ ما يسرّب مُسرّب، وعلينا أن نميّز بين الأخبار والحقيقة. فالمقالات اليوم لم تعد صورة الواقع، بل أصبحت نقل للصورة التي يريدونها أن تصبح واقع.