بعد الوعود الكاذبة بتأمين الكهرباء للبنانّيين 24 على 24، تعايشَ اللبناني مع سوء التغذية الكهربائيّة، لدرجة التخدّر، وأصبحت تمرّ عليه ساعات التقنين القاسية وكأنّها غيمة صيفٍ عابرة.
ونظّم اللّبنانيّ دفعاته بما يتوافق مع فاتورة الكهرباء البديلة، لكن ما لا يُدركه المواطن أنّ الظلمة التي تفرضها الدولة على يومياته إستنسابيّة تحمل في طياتها أرقاماً تخطّت الدستور ومساواته وأخذت من معيار السمنة والزيت مبدأً لها.
وبعد رفض وجود الباخرة التركيّة الجديدة المخصّصة لتوليد الطاقة، بحجّة وقف مسلسل التلوث المميت في المنطقة وإبعاد شبح الموت عنها غرق الجنوب اللّبنانيّ بالعتمة والظلام.في قضية الباخرة وما يُحكى والتبريرات التي تُقدّم، هي بالمناسبة تبريرات معيبة، رمي المسؤولية على الأطراف غير النافذة في الجنوب هو تأكيد على تقصير النافذين عن القيام بواجباتهم.
إقرأ أيضًا: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ... وحوش بشرية بيننا تقسو على الكلاب!
وضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بـِ وسم "#الجنوب_مطفي"، وإنتفض أهل الجنوب على هذا الوضع الذي حلّ عليهم مُندّدين بـِ نواب الحركة والحزب ومُتسائلين هل هكذا "نحمي ونبني؟" نحمي شعبًا وفيًا بالعتمة.
وحمّل أهل الجنوب مسؤوليّة العتمة التي فُرِضت عليهم خلال فصل الصيف إلى النافذين في حركة أمل و حزب الله مباشرةً لاسيما وأنّ القصة أصبحت واضحة وضوح الشمس، فبعد إقرار مجلس الوزراء البواخر المؤقتة كحلّ مؤقت لأزمة الكهرباء بإقتراح من وزير الطاقة سيزار أبي خليل وصلت إحدى البواخر إلى الجنوب لتغذيته بالكهرباء 22 ساعة باليوم، فإستنفر رئيس بلديّة الغازيّة #محمد_سميح_غدار المقرّب من حركة أمل ومالك شركة لبيع المولدات الكهربائيّة.
وكانت حركة أمل قد أمرت رئيس البلديّة لرفض توقّف الباخرة بحوض الزهراني بحّجة التلوث وضربت عصفورين بحجر واحد، من جهّة تغطّي مافيات المولدات ومن جهّة أخرى تمنع وزير الطاقة سيزار أبي خليل من تحقيق مكسب سياسي، في ظلّ سكوت تام وغير مفهوم من نواب حزب الله وأكيد كالعادة حفاظًا على وحدة الصف.
ألم يحن الوقت بعد لكي يعيش الشعب اللّبنانيّ عيشة كريمة بعيداً عن السرقات والمحاصصات السياسيّة التي أثقلت كاهله على مرّ عقود من السنين وهو يدفع فاتورتين شهرياً لشركة الكهرباء ولمافيا المولدات، حان الوقت أن ينتفض أهل الجنوب على المحسوبيات والمافيات التي تحكمهك منذ أعوام.