أوضح مصدر في كهرباء لبنان لـ«الجمهورية» انه عندما صدر قرار مجلس الوزراء بالتمديد للبواخر وان هناك باخرة ثالثة ستأتي الى لبنان لتمدّه بطاقة اضافية، سُئلت مؤسسة كهرباء لبنان اين يمكن تصريف انتاج بقدرة 200 الى 235 ميغاوات اضافية، اتى ردّ المؤسسة بأن مكانها الطبيعي يجب ان يكون في الزهراني حيث يمكن ربط 235 ميغاوات على الشبكة، لكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض لاسباب سياسية ربما، إذ مجرد ربط هذه الباخرة بالزهراني كانت ستؤمّن حوالي 6 ساعات تغذية اضافية الى المنطقة. ورغم بدء التحضيرات التقنية واللوجستية لاستقبال الباخرة في الزهراني، اضطرت الشركة مرغمة على تحويل الباخرة الثالثة الى محطة الجية وهي فعليا اليوم تؤمن نحو 35 ميغاوات فقط من أصل 235 تستطيع ان تنتجها، اي عبارة عن ساعتي تغذية يوميا الى الاقليم او 20 دقيقة تغذية اضافية لكل لبنان اذا تم توزيعها بالتساوي.
ويعاد الحديث اليوم عن ربط هذه الباخرة بمعمل الزوق، حيث تتوفر خطوط النقل الكفيلة بتصريف انتاج الطاقة القصوى التي تولدها الباخرة، ومن المتوقع ان تعطي الباخرة اذا ما تم ربطها بمعمل الذوق نحو 7 الى 8 ساعات تغذية اضافية لاهالي كسروان وبعض مناطق المتن. اما اذا تم توزيع هذه الطاقة على كل مناطق لبنان بالتساوي فمن المتوقع ان تؤمّن ساعتي تغذية يوميا لكل لبنان.
عن الاسباب التي حالت دون ربطها بمعمل الزوق منذ البدء، قال المصدر: عندما سئلنا لم نكن نعلم متى ستأتي الباخرة، اذ كنا نتخوف من ان تصل في فصل الشتاء، ولا يمكن لهذه الباخرة ان تبقى في الزوق في فصل الشتاء لأن المكان حيث سترسو غير مؤهل لمواجهة العواصف. وحتى لو تمّ ربطها اليوم نخشى ان تتسبّب عواصف تشرين، اذا حصلت، بأضرار للباخرة.
وعن الوقت الذي تستغرقه التحضيرات لانتقال الباخرة من الجية الى الزوق، توقع المصدر ان تحتاج ما بين الاسبوع و10 ايام لاعداد التحضيرات اللازمة في الزوق لاستقبال الباخرة وربطها بالشبكة.
من جهة أخرى، استغرب المصدر الحديث المتواصل عن التلوث الذي تسببه البواخر، علما ان هذه الباخرة الثالثة حديثة الصنع وتشغل للمرة الاولى في لبنان، ويتناسون التلوث الذي تسببه المولدات في الاحياء الشعبية ومعامل الكهرباء المترهلة اكان في الجية او الزوق او الزهراني.
نواب كسروان
الى ذلك، عقد نواب كسروان في «التيار الوطني الحر» نعمة افرام وشامل روكز وروجيه عازار اجتماعا في مجلس النواب، مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل، وناقشوا «طريقة سد العجز عبر ربط الباخرة الثالثة الموجودة في المياه اللبنانية بمعمل الزوق الحراري بحيث لا وجوب لإحداث بنى تحتية والافادة منها في الفترة المجانية المعطاة للبنان».
وعرض النواب «أهمية تخفيف التلوث الصادر عن معمل الزوق في حال تزامن ربط الباخرة مع صيانة المجموعتين الحراريتين المتوقفتين، بما يرفع الضرر عن أبناء كسروان ويفيد القضاء كهربائيا مع جزء من جبيل والمتن».
ابي خليل
وقال ابي خليل بعد الاجتماع: «بحثنا في التغذية الكهربائية في كسروان في ظل النقص الحاصل على الشبكة عموما وبعد توقف مجموعتين في معمل الزوق الحراري، الامر الذي يؤدي الى انخفاض التغذية في كسروان. ناقشنا في سبل تحسين هذه الشبكة والوقت المطلوب لاصلاح هذه المجموعات. وكان هناك مطالبة من السادة النواب، بربط الباخرة بمعمل الزوق، علما اننا ربطنا الباخرة الثالثة المجانية في المكان الذي كان جاهزا في وقتها وهو الجيه، وقلنا ان الباخرة لن تستطيع تصريف كامل انتاجها هناك».
أضاف: «بناء على الدراسات وبعد توقف وحدتين في الزوق، تبين لنا اننا قادرون ان نستفيد اكثر من هذه الباخرة في الزوق، ونستطيع كذلك ان نحسّن التغذية في منطقة كسروان وبعض مناطق المتن التي تتغذى من محطة بكفيا ومناطق جبيل التي تتغذى من حقل الريس. هذه المناطق تستطيع الحصول على كهرباء تتراوح بين 22 و24 ساعة اذا كانت لدينا هذه الطاقة المجانية الاضافية في كسروان. ووعدت النواب بأننا سندرس هذا الموضوع، وهناك امكانية للقيام به، وسنتابع المساعي لربط هذه الباخرة في الزوق مع امكان تغذية كل قضاء كسروان 24/24 ساعة واجزاء من قضاءي المتن وجبيل.
افرام
من جهته، أعلن افرام عن «إمكان تحقيق انفراج واسع في مسألة النقص في التغذية الكهربائية في كسروان لا سيما في موسم الصيف».
أضاف: «لقد وصل التقنين في مناطق كسروان الى اكثر من 10 ساعات في مقابل احتجاجات على ارتفاع فواتير المولدات. وقد وجدنا ان هناك حلا في وزارة الطاقة سيدرس، ويمكن ان نقول عندها للكسروانيين انهم سيحصلون على كهرباء 24 ساعة هذا الصيف».
روكز
من جهته، اكد النائب روكز ان «الطاقة الكهربائية التي يمكن ان تأتي الى كسروان وجبيل والمتن غير مأخوذة من حصة احد، بل على العكس هي فرصة لزيادة التغذية في هذه المناطق والموضوع لا يتعلق بنقل باخرة من مكان الى آخر وخفض التغذية لمناطق ثانية، وهذه فرصة كسروانية وجبيلية يمكن ان نستفيد منها ولا يمكن ان تفسّر انها أخذت منحى آخر».