تربّع وسم "فجر القرود" صدارة الأوسمة الأكثر تداولًا على موقع "تويتر" في لبنان خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد "الخطأ اللّفظيّ " الذي إرتكبه رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة، ميشال عون، خلال تخريج دفعة من ضباط الجيش اللّبنانيّ من المدرسة الحربيّة، يوم أمس الأربعاء.
وأتت كلمات عون خلال تكريمه للعمليّة العسكريّة، التي نفّذها الجيش اللّبنانيّ الصيف المُنصرم على الحدود الشرقيّة، ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
لكنّ الهفوة، التي إرتكبها عون، إنتشرت بشكلٍ لافتٍ على مواقع التواصل الإجتماعيّ، وتحوّلت إلى مادّة للسخريّة والفكاهة من أداء الطبقة السياسيّة، وللتلميح إلى إستمرار الفساد وغياب القانون ودولة المؤسّسات لاسيّما خلال "العهد".
وتبادل روّاد مواقع التواصل الإجتماعيّ الإتهامات، بين مؤيّدي الرئيس ومعارضيه الذين رأوا أنّ ما قاله "يعكس الفوضى التي تعيشها البلاد في ظلّ غياب القانون وتفشّي الفساد وتلوّث البيئة وإستمرار الإستدعاءات الأمنيّة وملاحقة الناشطين"، في وقتٍ لم يتحقّق أيّ إصلاح يُذكر منذ وصول عون إلى سدّة الرئاسة قبل أكثر من سنتين.
وربط البعض بين ما حصل وبين ملفات تُثير غضب اللّبنانيّين كـَ ملف وقف قروض الإسكان، لاسيّما وأنّ كلمة "قرود" تُشبه كلمة "قروض".
إقرأ أيضًا: قضية لارا وعزيز بين الخيانة وقلّة الشهامة ... هذا هو رأي خبيرة الآداب نور زيدان بالقضية
كما ودوّن أحد المتابعين تعليقًا على كلام عون، جاء فيه:"رئيسنا بدل العسكر شاف قرود.. الله يعينك يا لبنان.. رئيسك بعقلو محدود.. يلا أفرح يا انسان.. عندك صيصان و قرود.. عملوا مزرعة لبنان.. خمسة ب عين الحسود".
وعلّق آخر:"يتميّز لبنان بمناخه المعتدل وجباله الشامخة وشواطئه الواسعة وسهوله الخضراء وقروده الوعرة ودواجنه المنتجة للكهرباء".
وكتب الإعلامي نديم قطيش، تدوينةً جاء فيها:"السخرية من رئيس الجمهورية لأنه كرجل كبير في السن خانه لسانه، مؤلمة... سُخِر منه قبلاً لانه وقع. المؤلم اكثر ان هذا الرجل المسنّ هو رئيسنا".
في المُقابل، إعتبر كثيرون أنّ زلّة اللّسان لا تستأهل كلّ هذا السجال.
لم تنتهِ فصول الخطأ اللفظي بل إستمرّ الجدل بشأن كلام عون بعد أن بثّ "تلفزيون لبنان" المملوك للدولة خلال نشرة الأخبار الرئيسيّة مقطع الفيديو مُعدّلًا، حيث ظهر فيه الرئيس يلفظ اسم "فجر الجرود" بالطريقة الصحيحة بعد تعديله، كذلك فعلت ال MTV.
ورجّح بعض المستخدمين على وسائل التواصل الإجتماعيّ أن يكون المكتب الإعلاميّ لرئاسة الجمهوريّة وراء تعديل "الفيديو الرئاسيّ"، وتوزيعه على وسائل الإعلام، التي لم تلتزم كلها بنشر النسخة المعدّلة.
وشنّ الجيش اللّبنانيّ، في آب 2017، عمليّة "فجر الجرود" ضدّ داعش الإرهابي لإبعاد التنظيم عن الحدود اللّبنانيّة ، حيث نجح في دحرها خارج حدود البلاد.