نحن “الأوباش” نتوجه اليك بهذه الرسالة، لا لنعتب عليك، ولا لنلومك على ما تتلفظ به بحقنا نحن المناضلين، ومن بيننا مثقفون ومتعلمون وأبناء بيوتات، وقد خبرنا من خلال اقوالك وخطاباتك وأحاديثك ومجالسك، المستوى الذي تتمتع به في اصول التخاطب.
نتوجه الى “عطوفتك” وانت إبن العائلة التي أنجبت كباراً في التاريخ، وأعيان فقه وأدب وسياسة، وقادة كبارا لا يزال التاريخ يذكر مآثرهم. لا لنرد عليك بلغة شبيهة، أو بكلام نابٍ وسباب. بل لنزيدك معرفة وثقافة وسعة إطلاع.
فنحن “الأوباش” يا مير، من قدّم التضحيات أباً عن جد، لتبقى عشيرتك مرفوعة الرأس، ولتبقى كرامتها مصانة.
نحن “الأوباش” يا مير، من سقط منا على مدى سنين النضال، آلاف الشهداء، لنبقى في المعادلة الوطنية، التي حاولنا ان تكون انت ايضاً جزءا منها بما تمثل من إرث وتاريخ. غير انك لم تتمكن الى اليوم من المحافظة عليه لتكون في قلب المعادلة.
نحن “الأوباش” يا مير، من جُرح منا الآلاف، وبعضنا حمل عاهات طوال عمره من اصابة في حرب، قبل ان يصاب بجراح من كلامك الذي هو ابلغ واخطر من جرح اصاب الجسد.
نحن “الأوباش” يا مير، من كان رأس حربة في لبنان في الدفاع عن القضايا الوطنية، وتشهد الساحات على وقفاتنا من اجل هذه القضايا.
نحن “الأوباش” يا مير، من كان الى جانب الثورة الفلسطينية من أجل فلسطين وقضيتها العادلة، وكم من شهيد سقط لنا في مواجهة المحتل.
نحن “الأوباش” يا مير، من حمل قضايا التحرر العربي من المشرق الى المغرب، وكم دفعنا ثمن وقفتنا طيلة عملنا ونضالنا.
نحن “الأوباش” يا مير، من كنا الى جانب الشعوب المقهورة والمقموعة والمحتلة في كل اصقاع الأرض. وكانت لنا وقفات ومواقف هزت الضمير العالمي من اجل هذه الشعوب.
نحن “الأوباش” يا مير، من عملنا في مجتمعنا لنهضته على كل المستويات، وكانت لنا الايادي البيضاء، في كل عمل كبير وصغير، من اجل تحسين ظروف هذا المجتمع وإنمائه.
نحن “الأوباش” يا مير، الذين آمنا كما قيادتنا بأن التنوع والتعدد السياسي داخل المجتمع هو دليل صحة، ودليل رقي، فآثرنا في كل مرة ان نحجز لك مكاناً بيننا لنتشارك الهموم ذاتها والعمل نفسه من اجل ناسنا.
نحن “الأوباش” يا مير، الذين تعالينا عن اساءاتك، وتحملنا استفزازاتك، ومحاولاتك المتكررة لإحداث الفتن، كي تبقى مناطقنا بمنأى عن اي صراع لا يخدم بيئتنا ووطننا.
نحن “الأوباش” يا مير، الذين حضناك كما رئيسنا من اجل ان تستعيد أمجاد البيت الارسلاني العريق، وتكون واحدا من الكبار في هذه الدوحة، والذين كان لهم دور تخطى البعد الوطني الى البعدين العربي والاسلامي.
شكرا لك يا مير مرة أخرى، وسيبقى إناؤنا ينضح بما فيه. ونترك إناءك ينضح بما فيه أيضا، والسلام على من اتبع الهدى.
*سامر ابي المنى