باعتراف الرئيس ميشال عون فإن البلاد تئن تحت «أزمة تأخير ولادة الحكومة».
ولئن كان كلام رئيس الجمهورية يأتي في خطاب خلال ترؤسه حفل تخريج ضباط دورة فجر الجرود، فإن المناسبة لم تمنع رئيس الدولة من وضع الاصبع على الجرح، وإرسال رسائل في غير اتجاه، تتعلق بالحكومة والمرحلة المقبلة..
وتوقفت عند الإشارات التي ارسلها الرئيس عون:
1- الربط ما بين التمثيل النيابي وتشكيل الحكومة العتيدة.
2- ان لا تكون غلبة لفريق على آخر.
3- منع أي طرف من الاستئثار بالقرار أو تعطيل مسيرة الدولة..
4- تمثيل كل المكونات في الحكومة دون تهميش أو إلغاء دوره، ودون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف.
ولاحظت مصادر سياسية ان رفض الاحتكار هو إشارة إلى رفض ان يقتصر التمثيل الدرزي على النائب جنبلاط وباللقاء الديمقراطي النيابي الذي يتزعمه نجله تيمور..
5- العزم على التعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري للخروج من الأزمة.
وحدد الرئيس عون مهام المرحلة بالنهوض بالوطن والاقتصاد، وقطع دابر الفساد، وقيام الدولة القوية والقادرة وإغلاق ملف النازحين بعودتهم الآمنة إلى بلادهم.
واعتبرت مصادر في الرئاسة الأولى، ان السقف الذي وضعه الرئيس عون في خطابه ينسجم مع الموقف العام في البلاد، فالرئيس نبيه برّي تحدث عن حكومة وفاق وطني والرئيس الحريري عن حكومة وحدة.
لكن المصادر استدركت ان الرئيس عون تحدث عن حكومة وحدة وطنية تلت مباشرة الانتخابات النيابية، والكلام عن حكومة أكثرية، إنما هو خيار مطروح إذا تعثر قيام حكومة وحدة وطنية..
وكشفت المصادر عن دردشة حصلت بين الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري على هامش المناسبة..
على خط سياسي آخر، لاحظت مصادر وزارية انه بعد مرور 70 يوماً على التكليف، تبدو الصورة وكأنها عادت إلى نقطة الصفر، لا سيما في ما خص العقدة الدرزية، وتمسك الرئيس عون والتيار الوطني الحر بتوزير النائب أرسلان، فضلاً عن استمرار العقدة المسيحية.
وعلمت «اللواء» من مصادر اشتراكية و«قواتية» ان أي تقدّم لم يحصل وان الأمور مكانك «راوح».
ولاحظت المصادر ان اجتماعاً بين الرؤساء الثلاثة لم يعقد في قصر بعبدا، الأمر الذي يعني أن شيئاً جديداً لم يطرأ فضلاً عن ان بعبدا لم تجب على عرض الرئيس الحريري الأخير.
عين التينة
وبعد الاحتفال، كيف بدا الموقف في المقرات الرئاسية:
في عين التينة، جدّد الرئيس برّي التأكيد على العمل بكل الطاقات للإسراع في تشكيل الحكومة، نظراً لدقة الوضع آملاً من الجميع التعامل بمرونة للخروج من حالة المراوحة.
ونقل عن الرئيس برّي في لقاء الأربعاء انه لا يقوم بدور الوسيط بين الأطراف معتبراً ان «المادة 69 من الدستور واضحة لجهة حق المجلس النيابي في التشريع في مثل الوضع الذي نحن فيه الان، وان هناك اعرافاً سابقة حصلت حين كانت حكومات تصريف الاعمال، عدا عن اراء الخبراء وكبار الفقهاء مثل ادمون رباط وغيره».
اضاف: انه على رغم هذا الحق الذي لا لبس فيه وفق نص الدستور إلا انني أفضل إتباع سياسة التروّي كي لا تفسر الأمور على غير محملها.
ميقاتي: لا للتشريع
في غياب الحكومة
بالمقابل، اكد الرئيس نجيب ميقاتي ان «الكلام عن تشريع المجلس في غياب السلطة التنفيذية غير جدي والرئيس نبيه بري حريص على عدم حصول أي خلل في التوازنات.
وزار الرئيس ميقاتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، في الديمان امس، في حضور نواب «كتلة الوسط المستقل» : جان عبيد، نقولا نحاس وعلي درويش.وشارك في الاجتماع عدد من المطارنة وعقدت في نهايته خلوة بين البطريرك الراعي والرئيس ميقاتي والنواب.
وفي ختام اللقاء قال ميقاتي «الحديث تركز على موضوع الحكومة وضرورة تشكيلها وأن تكون على المستوى المطلوب ولسوء الحظ نرى اليوم الجميع يتحدث عن حصص وليس عن كفاءات ولا عن سياسيات يجب أن تتبع في المستقبل على ضوء التحديات الكبيرة التي تنتظر الحكومة العتيدة».
وعن الكلام حول «الغنج السياسي» الموجه لرئيس الحكومة المكلف، قال: ما من احد يمكن ان يطلق أي إنذار للرئيس المكلف الذي كلف بأكثرية موصوفة وهو يتطلع الى تشكيل حكومة تكون على مستوى التحديات. فمن الطبيعي أن تمثل الحكومة مختلف الفئات والهيئات السياسية».
وعن إمكان عقد جلسات تشريعية في ظل وجود حكومة مستقيلة، قال: «أعتقد ان الرئيس برّي لديه الحكمة لعدم طرح هذا الموضوع في الوقت الحاضر. هذا كلام لا اعتقد انه جدي».
وفي بيت الوسط، استقبل الرئيس الحريري مساءً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، يرافقه الوزير ملحم رياشي، في حضور الوزير غطاس خوري، وجرى استعراض آخر المستجدات السياسية، ولا سيما ملف تشكيل الحكومة.
ثم أقام الرئيس الحريري مأدبة عشاء على شرف الدكتور جعجع، جرى خلالها استكمال مواضيع البحث.
وكشف مصدر مطلع ان د. جعجع وفي إطار اتصالاته، وعشية توجه موفده الوزير رياشي إلى قصر بعبدا اليوم، ناقلاً موقف «القوات» من العروضات الوزارية الأخيرة.
وتُشير مصادر مقربة من «القوات» إلى احتمال انها تكون خفضت من سقف مطالبها، إذا رأت ان الأمور تتجه إلى الحلحلة.
أرسلان
وليلاً، فتح النائب طلال أرسلان النار بقوة على النائب جنبلاط، مطالبا بكشف قتلة علاء أبو فرج، عارضا رفع الحصانة النيابية عنه كاشفا ان ملفات لديه.
وقال: إذا كان وليد بك بريء، وأتمنى ان يكون بريئاً من كل التزوير التي حصلت، يتفضل ويساهم بكشفها.
ورد على النائب جنبلاط في ما خصّ اتهام العهد بالفشل، قائلاً: العهد فشل في المحاصصة، معتبراً ان كلام الرئيس عن حكومة وحدة وطنية بمثابة جريمة.
ويتساءل: لماذا يحق لرئيس الحكومة المتمسك بحلفائه، ولا يحق لرئيس الجمهورية.. وقال: الحلول لا يُمكن ان يستنبطها الرئيس المكلف كما يرى هو مكرراً بأنه سيبقى يدافع عن قناعاته وخطه السياسي.
واكد: يا اما بتمثل بحيثيتي أو لاً، أي اسم يطرح للحكومة على قاعدة ان طلال أرسلان منرضيه ارفضه بالمطلق.. مشيرا إلى انه هذا مبدأ الاحتكار أية طائفة معرباً عن مخاوفه من أزمة طويلة، ان لم تشكّل حكومة وحدة وطنية.
وقبل أن ينهي أرسلان مقابلته على محطة MTV ردّ جنبلاط عليه، «عبر حسابه الخاص على «تويتر» قائلاً: «شكرا يا مير كلك ذوق متل العادة. بدك الدروز يموتو بأدلب شكرا. ودخيلك منك مجبور لهذه الدرجة هذا المديح لصاحبك بشار الدكتور. أنت ابن أرسلان مبدئياً قبل عصابة هل الاوباش».
وعاد أرسلان ورد على جنبلاط: «اعتز وافتخر بصداقتي مع الرئيس الأسد، وانت ايضا ابن كمال جنبلاط مبدئياً، ولو كان لا يزال حيّا ورأى اعلام وانت في الشوف لفرح بها كثيراً».
ولم تخل تهنئة النائب جنبلاط للجيش في عيده 73 من اشكال، فقد جاء في تغريدة له ان ما ذكره «احدهم عن حركة سوق الغرب في 13 آب 1989، التي خاضها الحزب الاشتراكي بمفرده في مواجهة الجيش اللبناني فإن هذه المعركة فتحت آنذاك آفاق الحل السياسي الذي سمي بالطائف لاحقا.
ورد النائب اسود: كنت دائما تقول بأننا لم نعد وحدنا في العالم اليوم أنا اقول لك: لم تعد وحدك في طائفتك.