ضجّت مواقع التواصل الإجتماعيّ، بقصّة " لارا وعزيز " التي بدأت بحبّ وإنتهتْ بالإنتقام، فانشغل الرأي العامّ بردّة فعل عزيز الذي أهمل دروسِه الجامعيّة وكرّسَ وقته لتحضير ملف من 13 صفحة، يَهتك فيه شرفَ الفتاة التي أحبّها يوماً ما بعدما خانته.
إنشغل الرأي العامّ خلال الأيّام الماضية بالقصّة، حيثُ تنوّعت الآراء بين إعتبار عزيز شخص قويّ وبين الدفاع عن لارا بداعي أنّه ليس من حقّ عزيز نشر المحادثات والصور الخاصّة بها على العلن، ورأى البعض أنّ ما فعله عزيز مُخالفة يُعاقب عليها القانون، مُتسائلين عن كيفية وصوله أصلًا إلى محادثاتها الخاصّة.
في المُقابل، برّر البعض الواقعة من خلال تفّهمهم لـِ عزيز من التشهير بها، مُعلّلين أنّ قصّة حبّهما دامتْ 3 سنوات وفور إنتهائها أرسل هذا الملف لِصديقٍ له، لكنّ الملف سُرِّبَ الآن، مُشيرين إلى أنّه من غير المنطقي أن يكون هو من سرّب الملف، بدليل أنّه لو كان قد فعل ذلك لأخفى إسمه من القصّة أو إستبدله بإسم وهميّ.
إقرأ أيضا : عزيز ولارا قضية إنقسم حولها اللبنانيون ... بين الخيانة وتركيب القرون ونقص الرجولة والشهامة
خطورة قصّةِ عزيز ليست فيه كشخص، وإنّما في تجسيده لشريحةٍ واسعة من مجتمعنا الذي يُنَصِّب نفسَه وصيّاً على أخلاق المرأة، أمّا الأغرب في الموضوع هو دراستُه الطبَّ في إحدى الجامعات المرموقة.
بحسب المادّة 582 من قانون العقوبات اللّبنانيّ، يُعاقب الشخص على الذمّ بالسجن حتى ثلاثة أشهر وبالغرامة حتى الـ200 ألف ليرة لبنانيّة، أو بإحدى العقوبتين. أمّا بالنسبة للقدح، تتمثّل العقوبة بالسجن من أسبوع إلى ثلاثة أشهر أو بالغرامة من 50 ألفاً إلى 400 ألف ليرة.
وكان لـِ موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة مع خبيرة الآداب الآنسة نور زيدان، التي إعتبرت أنّ كلّ شخص يملكُ خصوصيّة ويُمنعُ على أحد إنتهاكها.
وقالت زيدان:" صحيح أنّ هذه القصّة إنتشرت في الفضاء الإفتراضي، و لكنّني لم أكن أتخيّل أنّ هناك شريحة من اللّبنانيّين الذين لديهم الوقت للغوص في فضائح وخصوصيّات شبّان لم يتخطوا عامهم الـ 20، وهذه القصّة لا تعني غير أصحابها، فهناك أمور إجتماعيّة أهمّ علينا أن نتحمّلها على عاتقنا".
وتابعت:"تمّت معالجة الموضوع بشكلٍ غرائزيٍّ وسطحيٍّ، فالعلاقة هي خاصّة ولا يجبُ إقحام أيّ طرف آخر، لاسيّما وفي هذه الحالة الجميع شعر أنّه معني بالموضوع وقادر على إبداء رأيه في العلن دون أي إعتبارات".
وإعتبرت زيدان، أنّ " هذه العلاقة غير ناضجة وهذا كان واضحًا من خلال تصرّف الطرفين " وقالت:"على الطرف الذي يُعدّ نفسه ضحيّة أن يُعامل شريكه بطريقة حسنة وبأخلاق ، أن لا يُبادله السوء مهما كانت حجّته فلا أحد معصوم عن الخطأ ، فالتصرّفات هي صورة عن الشخص ".
وأضافت:" الخيانة لا تأتي بدون سبب من الشريك، والحبّ هو شهامة و تضحية، و الحبّ يُعلّم الدرس والذي يعني التقَدُّم، فلا بدّ من أن نتعلّم من الحبّ بقدر ما نتعلّم من الخيانة حتى نصبح شركاءَ أفضل".
وإستندت زيدان إلى حديثٍ نبوي:" إذا بليتم بالمعاصي فاستتروا"، وقالت من الناحية الدينيّة لإنسان مأمور بالستر، والتوبة إلى الله، وعدم إبراز معصيته وإظهارها للناس، ومن تاب تاب الله عليه.
وختمت زيدان حديثها بنظريّة لـِ كارل غوستاف يونغ (عالم نفس سويسري ومؤسس علم النفس التحليلي):" التفكير صعب لذلك معظم الناس يُطلقون الأحكام، لذا من هُنا علينا ألّا نحكم على فتاة لم تكتشف الحياة بعد".