دخلت أزمة التأليف الحكومية مرحلةً حرجة مع التصريحات التي تواترت على لسان فخامة رئيس الجمهورية، وباتت أزمة مستعصية بعد أن خيّب الرئيس آمال الذين راهنوا طويلاً على موقفٍ متمايز له عن مواقف خلفه في رئاسة التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، فخرج اليوم ليقول بأنّ باسيل رئيس أكبر تكتُّل برلماني اليوم، فلماذا يتنازل عن حقوقه المكتسبة والمُستجدّة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟ ولماذا يُطلب منّي (كرئيس جمهورية) أن أُمارس ضغوطاً عليه، ولا أمارسها على غيره؟
إقرأ أيضًا: نزيه أبو عفش في الأخبار .. يوميات ناقصة ومرثية ناقصة وكرامات ناقصة
إلاّ أنّ الرئيس لم يكتفِ بذلك حين لوّح بخيار تشكيل حكومة أكثرية موالية (للعهد طبعاً) ومن ثمّ وجّه "شبه إنذارٍ" للرئيس المكلّف بإعطائه مهلة يومين أو ثلاثة ليحزم أموره، وهذا شبيه بإنذارٍ كان قد وجّههُ الخليفة الأموي يزيد بن الوليد إلى مروان بن محمد حين بلغهُ تلكّؤٌ في بيعته:
"أمّا بعد، فإنّي أراك تُقدّم رجلاً وتؤخّرُ أخرى، فإذا أتاك كتابي هذا، فاعتمد على أيّهما شئت، والسلام.
البلد كلّه في عُنق الزجاجة بانتظار خيار الرئيس الحريري، وعلى أيّ رجليه سيعتمد!"