طالما حملت الحفلات الغنائية التي تحييها الفنانة كارول سماحة عناوين مختلفة لقصص فنية تبتكرها خصيصاً لخشبة المسرح التي تستضيفها. فبعد استعراضات مختلفة جالت بها على مدى السنوات الأخيرة عبر مهرجانات لبنانية طالت البترون وجبيل وحفلات استضافتها خشبة كازينو لبنان تحت عنوان «كارول آلا شانديل» و«السيدة»، ها هي اليوم تطلّ في «مهرجانات صيدا الدولية» لتقدم حفلاً خارجاً عن المألوف، إن بقصّته وإن بديكوراته بعنوان «سفر» مستوحى من ميناء مدينة صيدا القديم.
ففي 30 أغسطس (آب) المقبل، على خشبة مسرح «مهرجانات صيدا الدّولية» ستجسّد سماحة دور المرأة البوهيمية التي تجول بلدان العالم بحثا عن حبيبها انطلاقا من ميناء هذه المدينة الجنوبية العريقة. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هي قصة خيالية عن امرأة ضاع منها حبيبها فتقرّر البحث عنه عبر الكرة الأرضية. والمشهدية الأولى في العمل تبدأ من ميناء صيدا فتصل المسرح لتنطلق منه في سفر طويل». وتضيف: «في هذه الرحلة ستتعرف إلى أشخاص كثيرين وتعيش أجواءهم وسهراتهم كلٌ حسب البلد الذي تلتقيهم به. وستأتي اللوحات الغنائية ترجمة لجولاتها هذه لتكون بمثابة استعراض غنائي راقص لم يسبق أن قامت به من قبل».
ولكن هل ستجد المرأة الغجرية حبيبها في النّهاية؟ ترد: «مع الأسف لن تجده؛ وفي المقابل ستدفعها رحلاتها تلك للتعرف إلى نفسها بصورة أفضل فتكتشف شخصيتها الحقيقية لتدرك أنّها كانت تبحث بالدرجة الأولى عن نفسها وليس عن حبيبها، كما كان يخيل إليها».
وتؤكد سماحة أنّ القصة رمزية أكثر مما هي مسرحية يتخلّلها مواقف تمثيلية، وتوضح: «هي كناية عن مجموعة لوحات راقصة حديثة جداً يشارك فيها نحو 30 راقصاً وعازفاً موسيقياً، يرافقونني في أدائي المباشر على مسرح مهرجانات صيدا الدولية». فكارول سماحة التي اعتاد جمهورها متابعتها في أعمال فنية راقية، لا تشبه في مضمونها وموسيقاها أي حفلات أخرى كما في مهرجانات بيبلوس والبترون وأخيراً على خشبة مسرح «أولمبياد» في باريس، ستؤدي في هذا الحفل باقة من أغانيها القديمة والجديدة المعروفة التي حاكت من خلالها تاريخها الغنائي منذ إصدارها أولى ألبوماتها «أضواء الشّهرة» و«حدودي السما» و«إحساس» ووصولاً إلى أحدثها «ذكرياتي».
وتشرح سماحة طبيعة برنامجها الغنائي في المهرجان المذكور وتقول: «سأؤدي أغاني لم يسبق لي أن قدمتها من قبل على المسرح، تجمع ما بين الكلاسيكية والقديمة، إضافة إلى أخرى مشهورة لي، كما سألوّنها بأغانٍ غربية». وتتابع: «هي خلطة فنية تشبه شخصيّة المرأة البوهيمية التي أجسد دورها بشكل رمزي، فتتنقل من بلد إلى آخر بحثاً عن حبيبها التائه فإذا بها تكتشف حقيقة شخصيتها بدلاً عنه».
ومن الأغاني التي ستقدمها كارول سماحة في هذا المهرجان: «صحابي» من ألبومها الأخير «ذكرياتي» التي صورتها حديثاً مع المخرج داني داغر، وهي من كلمات نادر عبد الله وألحان تامر عاشور. «هذه الأغنية أهديها إلى الأصدقاء الحقيقين الذين يرافقوننا في أيامنا الحلوة والمرّة، فيصيرون بمثابة أفراد من عائلتنا نفتقدهم ونشتاق إليهم عند غيابهم عنّا». تقول سماحة شارحة قصة هذه الأغنية وتضيف: «أقدّر الصّداقة كثيراً وأحيانا يكون الصّديق أقرب إلى الشّخص من أخيه وأخته فيؤثرون في حياتنا ويبقون المحور الثّابت فيها مهما مررنا بتغييرات وتبديلات وشهدنا دخول وخروج أشخاص منها، و(صحابي) تعبر عن هذه الحالات». وتختم: «أنا إنسانة محظوظة لتمتعي بصداقات مع أشخاص من خارج الوسط الفني منذ أكثر من 18 سنة، وأجدهم دائما بقربي عندما أحتاج إليهم».
وتُحضّر الفنانة اللبنانية لعملها الغنائي الجديد (سفر)، منذ فترة، وهي تتابع كل شاردة وواردة فيه، مع فريق الرّقص وقائد الأوركسترا المرافق لها في حفل «مهرجانات صيدا الدولية»، الموسيقي محمود عيد.
كان دور الفنانة الألمانية أوتيه لمبر، مساء أول من أمس، في «مهرجانات بيت الدين»، في الباحة الدّاخلية الصّغيرة والسّاحرة بطرزها الشّرقي وأقواسها وزخرفها وبِرْكتها. غنّت أوتيه لمبر بصوتها الرخيم، روت قصة مواطنتها مارلين ديتريش التي تحملها في قلبها. هذه المرة هي هنا لتقول ما دار بينها وبين ديتريش في مكالمة دامت ثلاث ساعات. تقصّ حكايتها، تتقمص مشاعرها، تعيدنا إلى عذاباتها ومعاناتها. تتحدث عن أصدقاء ديتريش أولئك الذين أحبتهم ومن لم يُلْقوا لها بالاً. عن آلام حبها. عن ألمانيا وحربها. عن الشِّعر والموسيقى والعمل الشاق. كان الجمهور على موعد مع أغاني الشهيرة ديتريش وتلك التي أحبتها، أدّتها لمبر مفعمة بروحها الفياضة، ورنة صوتها وتلويناته الشّجية الأخاذة.
كارول سماحة تقدم حفلا خارج المألوف في «مهرجانات صيدا الدّولية»
كارول سماحة تقدم حفلا خارج المألوف في «مهرجانات صيدا...فيفيان حداد
NewLebanon
على خشبة مسرح «مهرجانات صيدا الدّولية» ستجسّد سماحة دور المرأة البوهيمية التي تجول بلدان العالم بحثا عن حبيبها انطلاقا من ميناء هذه المدينة الجنوبية العريقة.
التعريفات:
مصدر:
الشرق الاوسط
|
عدد القراء:
1628
عناوين أخرى للكاتب
إطلاق اسم ستافرو جبرا على أحد شوارع...
حفل «جسور بين التقاليد» نغمات شرقية وغربية في توليفة...
في «اليوم العالمي للإذاعة»...حوار وتسامح وسلام عبر...
بيروت تستضيف الدورة الـ 25 من «مهرجان السينما...
لبنان يندرج على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية...
اللبنانيون يحتفلون بـ «عيد الاستقلال» في أجواء وطنية...
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro