تكمن مشكلة النظام السوري في إجرامه ودمويته بحيث يفعل كل شيء فلا رادع يردعه من الأخلاق الى الدين الى المؤسسات الانسانية والدولية ولا يخاف الاّ من الولايات المتحدة الأمريكية فقط دون غيرها من الدول وطالما أن أميركا موافقة في سكوتها أو من خلال تصريحاتها الخجولة من فعل النظام, طالما أن نظام الأسد يفعل المحرّم دولياً و أخلاقياً وسجله حافل قبل الحرب في سورية فكيف في الثورة التي أرادت اجتثاثه وأثناء الحرب المستمرة والتي أرادها النظام لوأد الثورة في آتون حرب دمّر فيها البشر و الحجر على حدّ سواء .
من هنا لا نستطيع أن نبرّأ النظام من أي جريمة تحدث في سورية فهو يقتل من هو من لحمه ودمه ومن ملّة الطائفة التي اتكأ عليها الأسد لتثبيت قيادته الى الأبد وللقتال من أجل نظام يحمي الأقليات التي أرهبوها بإرهاب الأكثرية وذبحوا بسكين النظام أبناء هذه الأقليات باسم الأكثرية السُنية لشدّ عصبيتها اتجاه النظام .
فالطائرات لا تميّز بين الطوائف ولا الصورايخ لذا تمّ قتل شعب بكامل هوياته ومكوناته والقاتل هو صاحب القول الشهير بأننا آل الأسد صنعنا سورية بأيدينا وبأيدينا نهدّم سورية فلا مكان لسورية على خارطة الوجود بدون أسد فإمّا تكون سورية لنا و إمّا لا تكون وهذا ما حصل فعلاً لقد دُمرت سورية وما بناه السوريون بقرون هدمه النظام بساعات ومازال يهدّد الشعب فإمّا الاستسلام وإمّا الاستمرار في تدمير ما تبقى .
وقف شعب السويداء محايداً لم يقف خلف النظام ولم ينجرّ الى الحرب وهذا ما لا يريده النظام الذي يريد حشد كل الأقليات في ساحة المعركة ونتيجة لتماسك أهالي المنطقة ووحدة كلمتهم تمكّنوا من الثبات على موقفهم من المحايدة التامة عما يجري في سورية ومع دخول الحرب مرحلة تقاسم النفوذ بين الدول لأراض سورية ومع مسح الروس لجنوب درعا عملاً بالاتفاق مع أميركا و الأردن لصالح عودة النظام بشروط دولية ومع تلبية روسيا لأمن اسرائيل بإبعاد عناصر الخطر عن الحدود مع فلسطين والتي تتطلب حرساً سورياً تثق به روسيا وتشرف عليه مباشرة بعد أن تستبعد الدور الإيراني في منطقة الأمن الاسرائيلي ودور أطراف في المعارضة السورية عمد النظام الى ارتكاب جريمة السويداء بتفجيرات قيل بإنها لانتحاريين من داعش والنصرة لتحقيق جملة أهداف وفي مقدمتها إخافة أهالي السويداء وجعلهم يتمسكون بأمن النظام السوري .
إن ما يكشف تورط النظام في التفجيرات أن ما حصل في السويداء لم يحصل حين كانت المعارضة السورية قادرة على النيل منها وفي وضح النهار وعلى مرأى من العالم وكانت المعارضة تفعل فعلها مع أتباع النظام والناس لم تنسَ بعد حرص النظام على خلق توترات ما بين أهالي السويداء و المعارضة السورية وكم حاول ذلك ولكنه لم يفلح و أخفق نتيجة وعي شيوخ السويداء لمحاولات الفتنة التي كرّرها النظام أكثر من مرّة .
هذا من جهة ومن جهة أخرى وبحسب مصادر جهابذة الاستراتيجيين السوريين بأن الانتحاريين وفدوا من المناطق التي تسيطر عليها أميركا أي من أقصى الحدود مع كل من تركيا و العراق فهم قطعوا مسافات طويلة وعلى الدراجات ودون أن توقفهم حواجز النظام وبأن أميركا هي التي فخّختهم و أرسلتهم الى السويداء لقتل الناس بغية الفتنة الطائفية .
إن مشكلة النظام الاستبدادي أنه قوّة قتل فقط ولا عقل له لذا ترى أدعياءه يفضحون ما يرتكبه النظام دون أن يجهد الآخرون أنفسهم كيّ يعلموا أن من يقف وراء هذه الجرائم المتنقلة والتي تثير الدهشة والغرابة من نظام ترتكب في عهدته وتحت مظلة أمنه جرائم طائفية ومذهبية وهذا ما يدين النظام العاجز عن حماية نفسه في الثكنة العسكرية التي يحرسها فكيف سيحمي بلداً بات من الصعب التعامل معه بعصا البعث ؟