تتأثر الرغبة الجنسية بعوامل عديدة، بما فيها الصحّة العقلية ووضع العلاقة. وإذا سبق لكم أن عانيتم غياب الدافع الجنسي، فبالتأكيد تعلمون أنّ تصحيح الأمر قد يكون صعباً من دون الاستعانة بالدواء المخصّص لذلك. لكن ماذا عن العلاجات التي تعزّز الأداء الجنسي طبيعياً؟
وجد العلماء صعوبة في البحث عن روابط قويّة بين ما تضعونه في أطباقكم ورغبتكم الجنسية. واستناداً إلى اختصاصي أمراض النساء والتوليد في كاليفورنيا وقائد دراسة حديثة أُجريت على المواد الطبيعية المُثيرة للرغبة الجنسية، مايكل كرايشمان، فإنّ «حمية البحر المتوسط هي الطريقة الوحيدة المُثبتة علميّاً لتقوية الأداء الجنسي بواسطة الطعام. فقد تبيّن أنّ هذا النظام الغذائي قد حَسّن وظيفة الانتصاب لدى الرجال وقَوّى الرغبة الجنسية لدى النساء، ويُرجّح بأنّ الفضل يرجع إلى قدرته على تحسين الصحّة بشكل عام».
لكن على رغم ذلك، أظهرت مجموعة أبحاث أنّ بعض المأكولات تملك قدرة على تقوية الأداء الجنسي. وفي حين أنها قد لا تملك تأثيراً مُماثلاً للوسائل التي ثبُت أنها تعزّز الرغبة الجنسية، كالعقاقير، غير أنّ إضافتها إلى الغذاء قد يوفّر أيضاً منافع تتخطّى إطار غرفة النوم، أبرزها:
المحار
رُبط بزيادة الأداء الجنسي منذ زمن روما القديمة. وفق دراسة صدرت عام 2016 في مجلّة «Scientific Reports»، يحتوي المحار على جرعة عالية من معدن الزنك الأساسي لسلامة وظائف الجهاز التناسلي الذكري. ناهيك عن أنه يحتوي حامض «D-aspartic» الذي تبيّن أنه يعزّز الأداء الجنسي ويرفع مستويات التستوسترون عند الرجال. يُذكر أنّ الأنواع الأخرى من الرخويات تتمتع أيضاً بهذه الميزة.
الفلفل الحار
يبدو أنّ المادة الكيماوية «Capsaicin» التي تمنح الفلفل الحارّ مذاقه اللاذع قد تحسّن صحّة الأوعية الدموية وتزيد التستوسترون لدى الرجال، ما قد يحسّن بشكل غير مباشر الأداء الجنسي.
بودرة ماكا
أظهرت دراسات عديدة أنّ نبات ماكا وبودرته الشائعة حالياً قد يرفعان الرغبة الجنسية. توصّل بحث عام 2018 إلى أنّ الماكا قد يساعد على تعزيز الرغبة الجنسية وعكس العجز الجنسي عند الأشخاص الذين يتناولون عقاقير مضادة للاكتئاب والمعروفة بقدرتها على إحباط الأداء الجنسي. كذلك، ثبُت أنه يعزّز إنتاج الحيوانات المنوية ويدعم صحّتها، أقلّه لدى الفئران. المكوّن السحريّ في الماكا قد يكون «Arginine» الذي ربطه العلماء بزيادة مستويات هورمون التستوسترون الذي يُثير الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء. نحو نصف ملعقة صغيرة يومياً من هذا النبات تكون كافية لبلوغ النتائج المرجوّة.
السَلمون
ربطت مجموعة دراسات الفيتامين D بمستويات أعلى من التستوسترون ومعدّلات أقلّ من الكآبة، ما قد يرفع الأداء الجنسي. كذلك، وجد الباحثون أنّ انخفاض مستوى الفيتامين D يخفّض الرغبة الجنسية. غير أنه لم يتم تحديد بعد كمية الفيتامين D التي يحتاجها الأشخاص فعلياً، أو إذا كانت مكمّلاته الغذائية تشكّل فكرة جيدة. لكن ما هو مؤكّد أنّ السلمون يُعتبر من أفضل مصادر الفيتامين D، جنباً إلى الأوميغا 3 الصديقة للقلب، والبروتينات التي تضمن الشبع لوقت أطول.
الزنجبيل
أبحاث كثيرة كشفت أنّ الزنجبيل قد حسّن الأداء الجنسي والرغبة لدى الرجال، من بينها دراسة نُشرت عام 2010 خلُصت إلى أنّ الزنجبيل قد ينشّط عائلة من الإنزيمات تدعم الأداء الجنسي. في حين ربطت دراسة أخرى من جنوب أفريقيا الزنجبيل بزيادة الإثارة الجنسية لدى الفئران. غير أنّ فوائد الزنجبيل لا تقتصر على هذه الناحية، إنما قد ثبُت أنها تشمل تخفيف أوجاع العضلات والطمث، وخفض خطر أمراض القلب، ومحاربة البدانة والسكّري.
البطيخ
يحتوي مغذيات نباتية عديدة، أبرزها «Lycopene» و«Citrulline»، تبيّن أنها تساهم في استرخاء الأوعية الدموية بطريقة مُشابهة للفياغرا، إستناداً إلى دراسة حديثة من «Texas A&M University». ويعتقد مؤلفو الدراسة أنّ هذا التأثير المُهدّئ قد يرفع الأداء الجنسي لدى الرجال والنساء على حدّ سواء.
الجينسنغ الأحمر
إنه أقلّ شهرة من نظيره الأبيض، ولكنه يحتوي مركّبات كيماوية تُعرف بالـ«Ginsenosides»، وفق «National Institutes of Health». أظهرت الأبحاث أنّ هذه المكوّنات قد تملك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب. وقد ربطت دراسات أخرى الجينسنغ الأحمر برفع الإثارة الجنسية لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث. إشارة إلى أنّ الاستخدام المطوّل للجينسنغ الأحمر أو تناوله مع أدوية أخرى قد يؤديان إلى أوجاع الرأس، واضطرابات هضمية، ومشكلات في ضغط الدم. بحسب «NIH»، فإنّ تناوله من حين إلى آخر لتعزيز الأداء الجنسي قد يكون آمناً. غير أنّ الحصول عليه يومياً قد يكون محفوفاً بالمخاطر، لذلك يجب استشارة الطبيب أولاً.