ارتفاع الضحايا في النصف الأول من عام 2018 يتوافق مع هجمات الحكومة السورية الضخمة المدعومة من روسيا لاستعادة منطقة الغوطة الشرقية ومحافظة درعا من أيدي المتمردين.
إن العدد الضخم من الهجمات التي شنتها الحكومة السورية المدعومة من روسيا على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون من البلاد حتى الآن تم تسليط الضوء عليها في تقرير جديد خلص إلى أن الغارات الجوية الروسية قتلت 2888 مدنياً على الأقل في عام 2018 حتى الآن.
وجد البحث الذي أجرته شركة Airwars، وهي شركة غير ربحيّة مقرها المملكة المتحدة وتتبع تكلفة الضربات الجوية على السكان المدنيين في سوريا والعراق وليبيا، أن هناك زيادة بنسبة 34٪ في حوادث الأضرار المدنية التي سببتها روسيا خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام مقارنة بعام 2017.
وقد وثقت Airwars ما مجموعه 3.445 إصابة مدنية يمكن ربطها بشكل مباشر بالطائرات الروسية، لكنّها لاحظت أن العدد الفعلي للوفيات قد يصل إلى 18000.
حتى الآن، لم تعترف الحكومة الروسية بالمسؤولية عن أي خسائر في صفوف المدنيين في عملياتها. ويتزامن ارتفاع 2018 مع الهجمات الضخمة من الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة الغوطة الشرقية في دمشق ومحافظة درعا الجنوبية ، وهما من آخر معاقل المتمردين في البلاد.
وشهدت عملية الغوطة في أبريل أيضاً استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية المزعومة ، والتي أودت بحياة 85 شخصًا وأدت إلى ضربات انتقاميّة على قاعدة عسكرية سورية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال كريس وودز، مدير Airwars لصحيفة ذا اندبندنت ، "هذه القفزة الضخمة تعكس الحملات العدوانية التي شاركت روسيا فيها هذا العام. مع كل محارب دولي في سوريا نرى نتائج سيئة للغاية بالنسبة للمدنيين، لكننا لا نرى بشكل عام استهدافًا متعمدًا للبنية التحتية المدنية مع التحالف الأمريكي مثلما نفعل مع روسيا.
تيريزا ماي تنفي أن تكون المملكة المتحدة قد قصفت سوريا "لأن ترامب طلب منا". في نهاية المطاف، تريد أن تضمن روسيا بقاء حكومة الأسد بأي ثمن".
كما وجد التقرير الذي استمر ستة أشهر أن الوفيات التّي سببها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا قد انخفضت بشكل حاد في الأشهر الستة الأولى من عام 2018 مقارنة مع عام 2017 ، ولكن على الرغم من انتهاء حملة الرقة العام الماضي ، فإن أعمال التحالف ما زالت تقتل بين 272 و 460 من المدنيين.
تشير تقديرات Airwars إلى أن التحالف الدولي قد قتل ما يصل إلى 26.112 مدنيًا منذ أن بدأ في قصف مواقع إيزيس في سوريا والعراق عام 2014.وقد سلّم التحالف نفسه حتى الآن بوفاة 939 مدنيا نتيجة 237 غارة جوية.
بدأت روسيا المساعدات العسكرية للحكومة السورية في عام 2015، وهي الخطوة التي حوّلت مسار الحرب في النهاية لصالح الرئيس الأسد. في حين دعمت واشنطن وموسكو الأطراف المتنازعة في الصراع السوري المستمر منذ سبعة أعوام، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أنهما قد يجدان "أرضيّة مشتركة" للتعاون العسكري في الصراع بعد اجتماع ثنائي في هلسنكي.
ترجمة وفاء العريضي
بقلم بيتان مكيرنان نقلًا عن ذا اندبندنت