خرج رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من قصر بعبدا يوم أمس، "أكثر تفاؤلاً"، مُطمئناً بأنّ "بعض العقد في مسار التشكيل بدأت تشهد حلولاً" على حد قوله، مؤكداً بعد لقاءه رئيس الجمهورية ميشال عون
على "الاتفاق على تسريع الخطى للوصول إلى صيغة توافقية تتيح استيلاد التشكيلة الحكومية المُرتقبة، سيما وأنّ «العقبات طفيفة» والتباحث بشأن تذليلها سيكون مدار بحث متواصل بينه وبين عون خلال الأيام المقبلة في قصر بعبدا" وفق ما ذكرت صحيفة "المستقبل".
وفي هذا السياق، أكدت أوساط الحريري للصحيفة، أنّ "رئيس الجمهورية يترقب لقاء جديداً مع الرئيس المكلّف يوم غد الجمعة لاستكمال البحث والتشاور معه في الملف الحكومي".
وفيما يخص لقاء يوم أمس، وصفت الأوساط أجواءه بـ«الجيدة جداً»، موضحةً أنّ "اللقاء شهد طرحاً للأفكار التي لا تزال تحتاج إلى مزيد من المتابعة وهو ما سيتولاه الرئيس المكلّف مع الأطراف السياسية المعنيّة خلال الساعات المقبلة"، مبديةً تفاؤلها بأن "تكون ولادة الحكومة قريبة في حال تبلورت الأفكار والطروحات على الشكل التوافقي المأمول".
كما وأكد الحريري أنّ "بيت الوسط سيشهد المزيد من اللقاءات الجديدة والمشاورات مع الأفرقاء السياسيين المعنيين"، مقابل نفيه وجود أي "ارتباط بالخارج لا من قريب ولا من بعيد في عملية تأليف الحكومة" وفق الصحيفة.
أما في المقابل، أشارت مصادر مطلعة نقلاً عن صحيفة "اللواء"، إلى أنه "على الرغم من أجواء التفاؤل التي دأب الرئيس المكلف على اشاعتها، وجاراه في ذلك قصر بعبدا (أمس) حول احتمال ولادة الحكومة قبل عيد الجيش في الأوّل من آب، فإن المعلومات تؤكد صعوبة الاتفاق على تأليف الحكومة، قبل فترة ليست قصيرة، ويمكن لاتصالات حلحلة العقد المستعصية على الصعيدين المسيحي والدرزي أن تأخذ وقتاً إلى ما بعد أو قبل عيد الأضحى الذي يصادف في الثلث الأخير من شهر آب".
إلى ذلك، علمت "اللواء" من مصادر مطلعة على لقاء بعبدا أن "الرئيس الحريري حمل معه إلى الرئيس عون صيغة حكومية جديدة وصفتها المصادر «بالمقبولة والمعقولة» حول حل عقدتي التمثيل المسيحي والدرزي، لكنها لا تتضمن توزيعاً للحقائب والأسماء، بل توزيعاً لحصص القوى السياسية"، موضحةً "أن الرئيس عون كان هذه المرة أكثر ارتياحاً من المرات السابقة لما عرضه الحريري".
مضيفةً، أنه "جرى نقاش وأخذ ورد حولها بين الرئيسين واستعراض بعض البدائل المحدودة الممكن ادخالها على التشكيلة والتي سيُجري الحريري التفاوض حولها اليوم مع القوى السياسية لنيل موافقتها على البدائل المقترحة".