من قرأ صحف لبنان أمس الإثنين 23 تموز، سيكتشف إلى أيّ حدّ يحكم حزب الله قبضته على الإعلام اللبناني، وكيف أنّ جزءاً من نجاح "حكاية" حزب الله، في كلّ المجالات، سببه الأساسي نجاحه الإعلامي، وسيطرته على أبرز مفاصل صناعة الرأي العام اللبناني.
أمس، أمسكتُ بجريدة "الأخبار"، من الغلاف موقف واضح وقاسٍ: "نهاية النأي بالنفس"، ثم تنتقل إلى الصفحات الداخلية فتقرأ عدداً من المقالات المليئة بالحجج والآراء والتوضيحات، كيف أنّه لا خلاص لنا إلا بالتنسيق السياسي مع النظام السوري، الذي سيكون "باب الازدهار" في المرحلة المقبلة.
حسناً، ما هي الجريدة التي تواجه "الأخبار"؟
بالطبع لا أحد يقرأ جريدة "المستقبل".
و"النهار" فقدت الكثير من بريقها، وإن بقيت جريدة جديّة. لكنّها ليست "شعبية، وأصلاً لم تكن يوماً شعبية كما هو حال "الأخبار"، الحزب اللهية الخمينية، واليسارية الشيوعية، والمطالبة بحقوق المثليين، كما بحقوق الحوثيين والكوريين الشماليين...
إقرأ أيضًا: حرب سوريا وإيران على نبيه برّي: الأسباب.. وطرق المواجهة
هناك "اللواء" التي تبدو واضحة في مواجهة مشروع حزب الله، ومالكها صلاح سلام كان على يسار اليسار من الرئيس سعد الحريري حين ترشّح بوجهه في بيروت خلال الانتخابات النيابية.
لنفتح "اللواء" إذا.
على الصفحة الأولى مقال عن جوليا بطرس وحفلتها، مع صورة، على 4 أعمدة، والعنوان: "جوليا في صور: الهويّة المقاومة".
في متن المقال نقرأ التالي: "صاحبة الصوت الجميل، العذب، الثائر، المعبّىء والوطني والمقاومة، التي تعطي للبحر معمى.... رجعت جوليا بعد طول غياب فالتهب الشاطىء وغنّى الجمهور فرحاً، بسماح الصوت المقاوم...".
هذا هو حال إعلامنا المواجه لحزب الله، وقِس على ذلك.
حزب الله، عبر ذراعه الإعلامية جريدة "الأخبار"، يخوض معركة "التنسيق مع سوريا، فيما صلاح سلام و"اللواء" يحتفلان بـ"جوليا المقاومة". جوليا التي تقبّل "نبل أقدام بها يتشرّفُ الشرفُ"، الأقدام نفسها التي تدوس على أحلام الشعب السوري منذ 6 سنوات، ونفسها التي اجتاحت بيروت ذات أيّار 2008...
نحتاج إلى مشروع إعلامي يواجه إعلام حزب الله، من تلفزيون وجريدة ومواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي...
نحتاج إلى إعلام. وعلى من يسمع... أن يسمع.