على خلفية الأحداث التي حصلت أمس في محيط بلدة بريتال خلال مداهمة الجيش اللبناني للمطلوب علي زيد اسماعيل وما رافق هذه العملية اتهمت جهات و عناصر في حزب الله الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى بالعهر الأمني وترويع المواطنين، وجاء في رسالة نشرها رئيس بلدية بريتال المحسوب على حزب الله على التواصل الاجتماعي:
"الدولة بحماقتها، تحول المطلوب الى شهيد .. اذا كان هذا شكل الخطة الأمنية لا نريدها، الدولة تحولها نفسها الى مطلوبة بعد ملاحقة المطلوبين،الدولة تحول نفسها الى مجرمة بعد مكافحة المجرمين، والدولة تحول حقها الى باطل عند مطاردة المبطلين".
وقال اسماعيل: "ترى من هو العقل الجهبذ الذي الذي يرسم للأجهزة الأمنية سياسة تحركها ويقوم بدراسة جدوى خططها وهجوماتها على شعبها وناسها تحت عنوان ملاحقة المطلوبين؟؟ ومن هو الضابط او القائد العسكري الذي يسمح لنفسه أن يحول منطقة كاملة او قرية او مدينة الى منطقة عسكرية مقفلة اثناء مداهمة مطلوب واحد؟؟ وما هو العقل السياسي الواعد الذي يريد للخطة الأمنية ان تنتهي في مهدها وباكورة فعالياتها؟؟
من سمح للجيش أن يطعن البقاع في قلبه وصدره وظهره من خلال مداهمة الحمودية في صباح هذا اليوم الأسود؟؟ تريدون علي زيد؟؟ وهل علي زيد هو اخطر من اسامة بن لادن المطلوب رقم واحد في العالم للقوة رقم واحد في العالم أميركا؟ لقد تمت تصفية بن لادن برصاصة واحدة وبعملية أمنية لم تزعج أهالي الحي الذي كان بن لادن يسكنه في باكستان.
إقرأ أيضًا: استغلال معاناة البقاعيين أيضًا وأيضًا، المزيد من الإبتزاز والإستغلال
فما كل هذا العهر الأمني الذي مارسه جيشنا الباسل في هذا اليوم الأسود على اهلنا في الحمودية باسم ملاحقة علي زيد؟؟ لماذا كل هذه المجزرة؟؟ اذا كان علي زيد مطلوباً فما دخل أمه او اخته او زوجته او طفله او جيرانه حتى ينالوا كل هذا الترويع والتجزير؟؟"
وختم اسماعيل باعتبار القتلى المطلوبين شهداء في سابقة غير معهودة في خطابات حزب الله التعبوية وقال: "أسئلة بلون دم شهداء الحمودية ملقاة في وجه كل من روج هكذا خطة أمنية!!"
هذا الخطاب أدّى إلى تحريض أعداد كبيرة من مناصري ومؤيدي الحزب ضد الجيش والخطة الأمنية في محاولة مكشوفة للإيقاع بين الجيش والمواطنين وباستغلال مقصود وواضح لنتائج العملية التي قام بها الجيش.
إن حزب الله من خلال بثّ هذا الخطاب يلجأ إلى التحريض على الجيش ويستغل ما حصل لإفشال الخطة الأمنية من خلال الناس ويثبت من جديد أن مصالحه الحزبية لا تتلائم بشكل من الأشكال مع عودة الدولة إلى البقاع وبعلبك الهرمل وأن التسيّب الأمني الذي تعاني منه المنطقة بات يشكل للحزب حالة دائمًا للإستغلال الإجتماعي لأبناء المنطقة واللعب على أوجاعهم وحاجاتهم المعيشية، الأمر يسهم إلى حد بعيد في تكريس سيطرة الحزب على المنطقة والاستمرار في الإمساك بزمام الأمور على الصعد كافة.
إن الخطاب الذي يسوّقه بعض مؤيّدي حزب الله في البقاع الذي يسيء إلى الجيش والخطة الأمنية وهو يتناقض مع الخطاب العلني والإعلامي والرسمي لحزب الله ويكشف عن النوايا المبيتة لإفشال الخطة الأمنية في البقاع لأنها أصابت وستصيب عددًا كبيرًا من الأتباع والمؤيدين.