الدولة تحول نفسها الى مطلوبة بعد ملاحقة المطلوبين .
الدولة تحول نفسها الى مجرمة بعد مكافحة المجرمين .
والدولة تحول حقها الى باطل عند مطاردة المبطلين ..
ترى من هو العقل الجهبذ الذي يرسم للأجهزة الأمنية سياسة تحركها ويقوم بدراسة جدوى خططها وهجوماتها على شعبها وناسها تحت عنوان ملاحقة المطلوبين ؟؟ ومن هو الضابط او القائد العسكري الذي يسمح لنفسه أن يحول منطقة كاملة او قرية او مدينة الى منطقة عسكرية مقفلة اثناء مداهمة مطلوب واحد ؟؟ وما هو العقل السياسي الواعد الذي يريد للخطة الأمنية ان تنتهي في مهدها وباكورة فعالياتها ؟؟
من سمح للجيش أن يطعن البقاع في قلبه وصدره وظهره من خلال مداهمة الحمودية في صباح هذا اليوم الأسود ؟؟ تريدون علي زيد ؟؟ وهل علي زيد هو اخطر من اسامة بن لادن المطلوب رقم واحد في العالم للقوة رقم واحد في العالم أميركا ؟ لقد تمت تصفية بن لادن برصاصة واحدة وبعملية أمنية لم تزعج أهالي الحي الذي كان بن لادن يسكنه في باكستان ..
إقرأ أيضا : إرحموا البقاع
فما كل هذا العهر الأمني الذي مارسه جيشنا الباسل في هذا اليوم الأسود على أهلنا في الحمودية ؟؟
إن الأعداد والأرتال المجوقلة لجيشنا لم نرها لا في عبرا أثناء مواجهة الأسير ولا في عرسال اثناء مواجهة ابو مالك التلة ، ولا حتى في نهر البارد اثناء مواجهة شاكر العبسي ..
إن ألف باء الأمن التي يحفظها القائد الكبير والعسكري الصغير ان تكون العملية أمنية سرية مخابراتية نظيفة من الدماء ، خالية من مجرد الإزعاج حتى لطفل صغير او شيخ كبير او امرأة مسالمة .. فما كل هذا العهر الذي مورس على اهلنا في الحمودية باسم ملاحقة علي زيد ؟؟ لماذا كل هذه المجزرة ؟؟ اذا كان علي زيد مطلوباً فما دخل أمه او اخته او زوجته او طفله او جيرانه حتى ينالوا كل هذا الترويع والتجذير ؟؟ ومن سمح في لبنان بالمحاكمات الميدانية مهما كانت مذكرة المطلوب طويلة ؟؟ لماذا لم يفسح المجال للمفاوضات كي يتم تسليم علي زيد حياً وتتم محاكمته بشكل قانوني نظيف ؟؟ لماذا تتم محاصرة منزل مختار الحمودية وإطلاق الرصاص عليه من كل الجهات ؟؟ بدل ان يلجأ اليه رئيس الدورية ويساعده في اجراء المفاوضات لتسليم علي زيد دون المس بعياله الأبرياء ؟؟ ولماذا يطلق الرصاص على جميع منازل الحمودية وتخضع لمنع تجول كامل مع قطع الطريق الموصل اليها ؟؟ اذا كانت هذه هي الخطة الأمنية فإن البقاع لا يريدها !! أو أن المسألة يراد منها تربية المنطقة برمتها على طريقة المغول بضرب الحمودية بهذا الشكل الجنوني البعيد كل البعد عن الأمن ، وعن المنطق ، وعن القانون ، وعن القضاء ، وعن النظام ، وعن العدالة ؟؟
أسئلة بلون دم شهداء الحمودية ملقاة في وجه كل من روّج هكذا خطة أمنية !!
سماحة الشيخ أحمد إسماعيل
رئيس بلدية بريتال