احترفها مهنة، برع فيها رغم الخطر الذي يواجهه عند ممارستها، سنوات وهو يلاعب الموت، حتى غدره صباح اليوم، عندما همّ لإصلاح مولد كهرباء الماء لوالدته، اذ فجأة صعقته الكهرباء، ليفارق على اثرها الحياة... هو الشاب العشريني نور رضوان الحاج العريس الذي لم تمضِ سنتان على زواجه.
حقيقة مرّة
صباح ببنين - عكار كان مأسوياً، فخبر وفاة نور سقط كالصاعقة على ابناء البلدة، ووفق ما شرح رئيس رابطة مخاتير عكار زاهر الكسار لـ"النهار": "وصلني خبر موته على الواتساب، لم أصدّق بداية أنّه هو، اعتقدتُ أنّ في الأمر تشابهاً بالاسماء، كون نفوس الضحية في طرابلس. اتصلت بزوجته الموظفة في مكتبي، سألتها عن اسم والد زوجها ونفوسه، فتأكدت أنه هو من لفظ آخر انفاسه"، واضاف: "لم تكن تعلم بالكارثة، طلبت منها العودة الى منزلها بذريعة أن زوجها يشعر بالتعب، لم أتمكّن من إخبارها الحقيقة، كيف لي ذلك وهي العروس التي شاء القدر أن يحرمها من والد طفلها ذات الاشهر المعدودة".
انطفاء الـ"نور"
"نقل نور الى مستشفى الخير في المنية، حاول الاطباء اسعافه من دون جدوى، رحل الشاب الهادئ العصامي في غفلة"، وقال المختار: "انطفأ نوره بعدما كان يضيء النور في كل زاوية وبيت، مع العلم انه ورث المهنة عن عائلته التي يعمل معظم افرادها في هذا المجال، كل ما نطلبه الان الرحمة له والصبر والسلوان لجميع معارفه".
كان حلم نور أن يرى ابنه شاباً ناجحاً امام عينيه، فقد فرح كثيراً عندما رزقه الله به، كان بالنسبة إليه محور الكون، لكن يا للاسف، أبعده خطأ صغير منه، يتّم الطفل واجبره على اكمال الطريق ومواجهة مصاعب الحياة من دون أب، ورمّل عروساً حارماً اياها ممن اختارته شريكاً لها، بعدما تعاهدا على اكمال المشوار معاً، لتجد نفسها في بداية الطريق وحيدة وفي يدها رضيعها.