بيان صادر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية":


طالعتنا بعض الصحف اليوم بمقالات عدة ومركزة حول ضرورة إسقاط سياسة النأي بالنفس المعتمدة بين لبنان وسوريا، وإحياء العلاقات الرسمية بين البلدين، وعودة النازحين من باب التنسيق مع النظام السوري، وتصنيف من يحق له المساهمة في إعمار سوريا ومن لا يحق له ذلك، وان المرحلة الجديدة ستشهد تطبيعا كاملا للعلاقة اللبنانية-السورية، وإلى ما هنالك من عناوين وأفكار تستدعي وضع النقاط على الحروف:


أولا، سياسة النأي بالنفس لن تسقط إطلاقا، وعدا عن كونها سياسة لبنان التاريخية، فإن تطبيقها في أكثر من محطة وقضية جنّب لبنان الانقسامات والخلافات وعدم الاستقرار السياسي، وتحديدا في الآونة الأخيرة مع انطلاقة العهد الجديد الذي شهد انتظاما مؤسساتيا غير مسبوق منذ العام 2005 بفعل الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الملفات الخلافية وبشكل خاص عن الموضوع السوري الذي يعتبر من أبرز القضايا الانقسامية، وبالتالي يخطئ كل من يعتبر ان إسقاط سياسة النأي بالنفس يمكن ان يمر مرور الكرام.


ثانيا، لا يمكن إحياء العلاقات اللبنانية-السورية قبل انتهاء الحرب السورية وإحلال السلام وقيام حكومة تحظى بشرعية سورية وعربية ودولية، وبالتالي واهم كل من يعتقد ان بإمكانه إلحاق لبنان بسوريا، وفصل العلاقة اللبنانية-السورية عن العلاقة السورية مع المجتمعين العربي والدولي.


ثالثا، هناك عملية تضليل كبرى تجري تحت عنوان ان الحرب السورية انتهت وحان الوقت لإعادة القديم إلى قدمه، فإذا كان أحد فصول هذه الحرب قد انتهى والمتعلق بـ"داعش"، فهذا لا يعني أن أكثرية الشعب السوري تقبل باستمرار الوضع القائم المتمثل باستمرار النظام السوري.


رابعا، ما هو قائم فعليا في سوريا هو وضع اللادولة مع سقوط النظام القديم وعدم قيام نظام جديد، فيما الوضع على أرض الواقع هو كناية عن كوندومينيوم روسي-إيراني من جهة، وأميركي-تركي من جهة أخرى ومن خلفهما مجموعة الدول العربية، وبالتالي من يدعي وجود نظام في سوريا مخطئ تماما، ومن يفاوض أو بالأحرى من يقرر عن النظام في الأمور الكبرى والصغرى هو روسيا.


خامسا، لا يمكن الكلام عن إعادة إعمار سوريا في ظل وجود الرئيس السوري في السلطة، واي كلام عن إعادة إعمار سابق لأوانه وهو رهن انتهاء الحرب، فيما الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية والدول الخليجية ليست في هذا الوارد قبل قيام دولة سورية جديدة.


سادسا، الرئيس السوري لا يريد عودة النازحين السوريين، وهذا أمر معروف، فيما الآلية المعتمدة اليوم يجب المحافظة عليها بطبيعة الحال في ظل عدم توفر آليات بديلة، ولكن مع الحل الذي ظهر على أثر اللقاء الأميركي-الروسي أصبح بالإمكان الكلام عن حل فعلي لأزمة النازحين لا يتعلق بعودة بضع مئات، إنما في عودتهم جميعا إلى بلادهم، الأمر الذي يعكف الرئيس سعد الحريري على متابعته شخصيا مع الأميركيين والروس، وله كل التنويه على جهوده ودوره في ملف تحوّل إلى أولوية الأولويات.


سابعا، الحكمة تقتضي في الوقت الحالي الإبقاء فقط على بعض قنوات التواصل الأمنية للضرورات الملحة، واي كلام آخر مرفوض.