إعتبر ارسلان، في بيانه، انّ من سمّاهم «أوباش وليد جنبلاط مصرّون بأمر من سيّدهم الغادر على ان يتهجموا علينا في كل حين بالتزوير والتضليل»، مشيراً الى انه يحضّر «لائحة إسميّة بكل من تَمّت تصفيتهم من حاصبيا الى الشوف وعاليه وبيروت وراشيا والمتن، بقرار لا يتحمل مسؤوليته الّا أنت وحدك يا بيك»، وفق ما ورد في البيان.
ومن الواضح انّ تحطّم الجسور بين المختارة وخلدة حصل تحت تأثير «حمولة زائدة» من عوامل الاحتقان المتراكمة، التي تتداخل فيها آثار الانتخابات النيابية بتداعيات حادثة الشويفات الدموية ومفاعيل التحالفات السياسية المتعارضة وعوارض النزاع على الحصص الوزارية، ما أدّى في نهاية المطاف الى تعطّل المكابح التي كانت تفرمل في العادة ايّ جنوح نحو المواجهة لدى الطرفين.
وأمام هذا التصعيد غير المسبوق، علمت «الجمهورية» انّ عدداً من كبار المشايخ الدروز عقدوا اجتماعاً طارئاً في بيصور، وناقشوا خلاله التدهور الحاد في علاقة جنبلاط - ارسلان وسبل احتوائه. وخلال اللقاء جرى اتصال بارسلان الذي أبلغ المجتمعين انّ موقفه هو رد فعل اضطراري على سلوك جنبلاط والمحيطين به، معتبراً انّ الكرة هي في ملعب رئيس الحزب التقدمي وليست في ملعبه. وبينما تَفهّم المشايخ دوافع ارسلان، دعوه في الوقت ذاته الى التهدئة وعدم الانزلاق الى سجالات من هذا النوع، فأوضح لهم انه سبق له ان حذّر من انّ استمرار الهجوم الشخصي عليه من مسؤولين اشتراكيين سيدفعه الى الرد على جنبلاط مباشرة، مشدداً على «انّ المطلوب قبل كل شيء ان يضُب وليد زعرانه...».
وفي انتظار تبيان نتائج تحرك «فاعلي الخير»، يؤكد ارسلان لـ»الجمهورية» انّ بيانه الشديد اللهجة هو «مجرد رد مشروع على محاولة المس بكرامتنا»، مضيفاً: أنا مستعد ان أتحمّل وأصبر في السياسة مهما تطور الخلاف مع جنبلاط، امّا ان يستسهلوا التعرض لكرامتي الشخصية فهذا امر ممنوع ولا يمكن ان أقبل به او أسكت عنه، حتى لو كانت ستخرب الدنيا.
طفح الكيل
ولماذا أصدرت بيانك في هذا التوقيت بالتحديد؟ يجيب ارسلان: خلال الايام الماضية تعرضتُ لاستهداف متلاحق عبر تويتر وغيره من فيصل الصايغ ووائل ابو فاعور واكرم شهيّب وصولاً الى غازي العريضي، الذي يريد ان يحاضر في العفّة بينما هو متورّط في ملفات تتعلق بوزارة الاشغال عندما كان يتولّاها... لقد طفح الكيل بعدما تحملتهم كفاية، ولم يعد بمقدوري السكوت أكثر، فكان لا بد لي من أن أردّ على جنبلاط شخصياً، علماً انه سبق ان نبّهته قبل فترة الى انني لن أردّ على جماعته بل عليه مباشرة.
ويتابع: يتهمونني تارة بأنني زَلمة جبران باسيل، وطوراً بأنني أصبحت مارونياً... عيب، لقد تجاوزوا الخط الاحمر، وعلى وليد جنبلاط وجماعته ان يعلموا انه متى شعرت بأنّ هناك استهدافاً لكرامتي فأنا أصبح مثل الذئب الكاسر. وللعلم، انا اختلفتُ مع عبد الحليم خدام وغازي كنعان في الماضي بسبب حرصي الشديد على كرامتي، ومتى خُيّرت بينها وبين ايّ اعتبار سياسي لا أتردد في الانحياز اليها.
باسيل أفضل من جعجع
ويضيف: إذا كان عليّ الاختيار بين سمير جعجع وجبران باسيل، فإنّ قناعاتي وخياراتي ومبادئي ومقاومتي تقودني تلقائياً الى التحالف مع باسيل الذي لم تتلوّث يداه بالدماء على الاقل، وسواء كنت تحبّه او تكرهه فإنّ باسيل كرئيس للتيار الوطني الحر يمثل جزءاً اساسياً من النسيج المسيحي في الجبل. وبالتالي، انّ اتفاقي معه يندرج في سياق تعزيز التعايش والمصالحة في تلك المنطقة، إلّا إذا كان المطلوب ان نعيش من دون المسيحيين في الجبل او نعيد إنتاج العداء بيننا وبينهم.
وينصح ارسلان رئيس «التقدمي» بعدم فتح ملف التحالفات، «لأنّ من كان منزله من زجاج لا يراشق الآخرين بالحجارة، وإذا كانوا يصوّبون على التحالف بيني وبين باسيل فماذا يقال عمّن تورّط في تحالفات مع دول معادية؟»
ويتابع: كان بمقدوري ايضاً، لو أردت، أن أذهب الى السفارات وأطلب الرضى لخدمة مصالحي، لكنني اخترتُ الثبات على خط التحالف المبدئي مع المقاومة وسوريا، لأنّ كرامتي الوطنية تكمن في هذا الخط الذي لن أتزحزح عنه.