رغم التوضيحات الكثيرة التي حاول حزب الله بثّها في أجواء الحياة السياسية وعالم السوشيال ميديا بعد تغريدة النائب جميل السيد التي إستهدف فيها الرئيس نبيه بري بشكل مباشر ، إلاّ أن بعض المراقبين لاحظوا وجود تناقض كبير في الخطاب الإعلامي للحزب .
فالحزب برأي هؤلاء المراقبين يمارس لعبة مزدوجة على قاعدة توزيع الأدوار ، وبعد أن أحسّ الحزب أَن تغريدة السيد كادت أن تشعل الفتنة بين أنصار حركة أمل وحزب الله على عكس ما كان متوقع ، طلب من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد التكلم عن الموضوع ومهاجمة جميل السيد بطريقة غير مباشرة .
في نفس الوقت ، حصل إتصال بين المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف وجميل السيد ، أوضح فيه عفيف للسيد أن كلام رعد لا يستهدفه بل هو في سياق آخر .
فماذا يريد حزب الله ؟
ما يريده حزب الله هو إيصال رسالة لنبيه بري وتوجيه أنظار وغضب البقاعيين إليه لتحميله همّ ومسؤولية الحرمان ورفع هذه المسؤولية عن كاهله .
وفي نفس الوقت ، يعمل الحزب على عدم كسر الجرّة مع بري وجماهير حركة أمل والإيحاء بأنّه غير مسؤول عن تغريدة جميل السيد ، وبالتالي تكون رسالته لبري وصلت وبقوة دون إستفزاز جماهير حركة أمل ، مع تكريس حالة العداء بين جميل السيد وجماهير حركة أمل ما يُخَفِّف من آمال طموحات الأخير لبناء حيثيته الشعبية في المنطقة البقاعية ، فبالأخير الحزب ليس من مصلحته أن تتكرّس هكذا زعامات .
فهل نجح حزب الله في مهمته الأخيرة ؟
الأيام كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.