12 براءة اختراع غيّرت حياة آلاف المرضى حول العالم، وخلّصتهم من آلامهم ومشاكلهم الطبية على مستوى الظهر، فالجراحات الذكية التي ابتكرها الجرّاح اللبناني، رئيس قسم جراحة العمود الفقري في جامعة بوسطن الأميركية البروفيسور طوني تنوري، لتطوير عمليات الديسك والعمود الفقري أثبتت فعاليتها على المرضى.
في هذا السياق، كان لـ»الجمهورية» حديث خاص مع بروفيسور تنوري الذي شرح عن الجراحات الذكية، قائلاً: «من حيث المبدأ والاهداف لا تعتبر الجراحة الذكية موضوع حديث، إنما الجديد هو كيفية تطبيقها في مجالنا، وتمكين الجرّاح من الوصول الى أهدافه من خلالها بأقل ضرر ممكن على المريض. ويَصلح هذا النوع من الجراحة في 3 حالات: إزالة الضغط عن الاعصاب، تجليس العمود الفقري، وتلحيم الفقرات».
بين الجراحة الذكية والتقليدية
بين الجراحة التقليدية والاخرى الحديثة، فروقات عدّة كلها تأتي في خدمة المريض، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة، الذين يقلقهم الخضوع الى العمل الجراحي. ويوضح د. تنوري: «تسمح لنا هذه العملية بتحقيق الأهداف الطبية بأقلّ ضرر ممكن على المريض، لا سيما من ناحية المضاعفات التي كان معرّضاً لها سابقاً في العمليات التقليدية كالنزيف وتمزّق العضلات والأوجاع الجدّية. في المقابل، يغيب عن هذا العمل الجروحات الكبيرة في الظهر، لأنّ الجراحة الذكية تجرى من خلال فتح ثقوب صغيرة بدلاً من فتح أجزاء كبيرة التي كانت تجرى في العمليات التقليدية.
من جهة اخرى، يعاني بعض الاشخاص من الأمراض المزمنة أو المستعصية مثل السكّري والضغط ومشاكل القلب والسرطان، الأمر الذي كان يمنعهم سابقاً من الخضوع الى العمليات الكبيرة خوفاً من المضاعفات الخطيرة، ولكن مع ارتفاع نسَب نجاح العملية بواسطة الجراحة الذكية، أصبحت هذه الفئة من المرضى مرشّحة لإجراء الجراحة بأقلّ ضرر ممكن على القلب أو الكلى وغيرها. إضافةً الى ذلك، يسهل تكرار العملية مرة اخرى في حال احتاجها المريض، لا سيما انها توفّر إمكانية معالجة المشكلة من زاوية اخرى وتغيير مكان الثقوب، بدل ضرورة الالتزام بالطريقة نفسها في حال الطريقة التقليدية».
الكلفة
ترتفع كلفة العملية الجراحية بالطريقة الذكية عن تلك التقليدية، لكنها تؤمن ايجابيات كثيرة تجعلها أوفر على المريض. ويفسر د. تنوري أنّه «أولاً، من البديهي ان تكون اكثر كلفة خصوصاً أنّ تقنياتها مكلفة جدّاً. وللوهلة الاولى، قد يبدو للمريض أنّها مكلفة ولكنه سرعان ما يبدل رأيه عندما يتعرّف الى منافعها لا سيما من ناحية انخفاض نسبة الالتهابات والمضاعفات، وسرعة مدّة الشفاء حيث يمكن للمريض الخروج من المستشفى في اليوم نفسه والعودة الى نشاطه اليومي، لا سيما رجال الاعمال الذين باستطاعتهم متابعة أعمالهم والسفر بعد الجراحة».
إرشادات
لا تزال الجراحة الذكية في لبنان خجولة بعض الشيء، الّا أنّ الطبيب اللبناني تمكّن من إثبات جدارته في المجالات الطبية المختلفة، وبالتالي لن يصعب عليه هذا الاجراء. ونصح تنوري المريض اللبناني «بضرورة الابتعاد عن التدخين وممارسة النشاط البدني»، مشدداً «على أهمية إطلاع المريض بشكل دقيق على حالته الطبية من خلال البحث او المساءلة قبل اللجوء الى العلاج، لا سيما وسط كثرة العلاجات الدعائية والتجارية التي تصعّب عليه إمكانية التمييز بين العلاج الجيد والضروري له وبين الآخر الذي لا يلزمه».