للمرة الثالثة في غضون شهر واحد يتعرض الجسم الطبي في لبنان للاعتداء، من قسم العناية الفائقة في مستشفى الروم الى قسم الطوارىء في احد مستشفيات بعلبك وأخيراً في "أوتيل ديو"، ثلاثة أطباء أبرحوا ضرباً خلال أدائهم مهامهم الطبية وزملاء كثر قبلهم تعرضوا لذلك.
مساء يوم الاثنين الفائت، وخلال جولة رئيس قسم الطوارىء في مستشفى "أوتيل ديو" الدكتور شادي صباغ على مرضى الطوارىء يعترضه شاب ويسأله "أنت الحكيم؟" فيجيبه صباغ بنعم فيرد الشاب قائلا: "لازم ارتكب جناية حتى يطلع بيي على الغرفة"؟ هكذا بدأت الحادثة بحسب ما يروي الدكتور صباغ لـ"النهار". وفي التفاصيل يقول: "المريض اي والد الشاب لم يمض وقت على دخوله المستشفى وهناك اجراءات وفحوص علينا ان ننتظر نتيجتها في الطوارىء لنحدد على اساسها ان كان يحتاج الى غرفة عناية ام غرفة عادية، كما ان سحب الدم والمصل والاسعافات الاولية تجري في الطوارىء وهي على مسؤوليتي، وفي حين كنت افسر ذلك للشاب وجه لي ضربة على يدي اليسرى، بعدها بثوانٍ ضربني المريض على رأسي من الخلف ثم اكمل ابنه التهجم وصفعني على وجهي".
حضرت القوى الأمنية ومخابرات الجيش الى المستشفى واصطحبت الشاب مكبل الايدي الى مخفر الاشرفية، وهناك ادعى الطبيب صباغ على المريض وابنه. الشاب لا يزال موقوفا اما الوالد فيتلقى العلاج في احد مستشفيات بيروت على ان يخضع للتحقيق بعد انتهاء علاجه.
اما عن اضرار الضرب الذ تعرض له صباغ فيقول: "بحسب الصور والفحوص، اعاني من كسر في الضلعين الخامس والسادس، غضروف الركبة اليمنى مكسور ايضا، الوتر الاساسي للركبة اصيب، اضافة الى الخوف من تعرضي لنزيف حاد في اي لحظة بنتيجة الضربة".
وبحسب تقرير الطبيب الشرعي فصباغ يحتاج "الى 6 اسابيع للشفاء وشهر توقف عن العمل مع التحفظ مما يعني أن امكانية التجديد قائمة بحسب تطور الحالة الصحية".
من جهتها، استنكرت وزارة الصحة العامة الاعتداء، معتبرة الاعتداء على الجسم الطبي ومرفق انساني هو اعتداء على صورة لبنان.
بدوره، استنكر نقيب الاطباء في بيروت البروفسور ريمون الصايغ الاعتداء، وقال في بيان: "مجددا تمتد اليد الى الجسم الطبي ككل، من خلال ما تعرض له الدكتور صباغ من ضرب مبرح ووحشي من شاب كان يرافق والده الى الطوارئ، دون اي سبب او مبرر، في حين كان صباغ يقوم بكل واجباته المهنية والانسانية. وهذا الاعتداء ادى الى اصابة الدكتور صباغ بإصابات بليغة وكسور في الوجه والصدر والاذن والركبة، وحدد الطبيب الشرعي فترة شهر للتوقف عن العمل".
ونفذ أطباء "أوتيل ديو" اعتصاماً قبل ظهر الأمس تضامنا مع زميلهم صباغ، ورفضا للعنف الذي يتعرض له الجسم الطبي بين الحين والآخر.