"يعتبر معدّل مادة البيسفينول "أ" عند اللبنانيين مشابها للمعدلات العالمية التي تم تسجيلها في بلدان أخرى"، وفق دراسة بحثية قام بها باحثون (د. يوسف منيمنة، د. منى نصرالله، د. هاني تميم الباحث الرئيسي، د. ناتالي خوري زغيب، د.لارا نصر الدين، د.حسين اسماعيل، د.نانسي نخول ود.محمد ابيض) من كليات عدة في الجامعة الأميركية في بيروت.
ارتكزت الدراسة على قياس معدل مادة البيسفينول "أ" في البول عند الأشخاص. وشملت 501 شخص بالغ من المجتمع العام من محافظة بيروت الكبرى، وهي دراسة تمثيلية، ونشرت في المجلة العلمية " Environmental Monitoring and assessment".
تشرح الباحثة والطبيبة المتخصّصة في أمراض الغدد الصماء والسكري في "المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت" الدكتورة منى نصر الله لـ"النهار" ان نتائج الدراسة بيّنت وجود مادة "البيسفينول أ" عند الأشخاص في المجتمع اللبناني، غير ان المعدّلات تشابه المعدّلات العالمية في بلدان أخرى.
ما هي مادة "البيسفينول أ"؟
تشكّل "مادة البيسفينول أ-BPA " مركّباً كيميائيًّا من مادتي "الفينول" و"الأسيتون". وتوجد هذه المادة في أنواع البلاستيك التي تحمل رقم 7 و3، وفي الأغلفة الداخليّة للمعلبات المعدنيّة، وفي الحشوة التي يستخدمها أطباء الأسنان، وفي رضّاعات الحليب البلاستيكيّة.
في البدء، تم تصنيع مادة "البيسفينول أ" التي تشبه الهرمون الأنثوي "الإستروجين" بغية استخدامها كهرمون انثوي. وعندما لم يتم استخدامها للغاية المذكورة، تم استخدام هذه المادة في الصناعات البلاستيكية للخصائص في عدم الكسر، الصلابة، والشفافية.
يتعرّض الشخص الى هذه المادة بشكل اساسي من خلال تسرّبها، على درجة حرارة مرتفعة، من البلاستيك الى المواد الغذائية.
تعتبر هذه المادة من المواد الكيميائية المخلّة بوظيفة الغدد الصماء " Endocrine disruptors"، اذ تتفاعل في الجسم مع مستقبلات الهرمون الانثوي "الاستروجين" بشكل اساسي ومع مستقبلات هرمونية أخرى.
يتأثر الأجنة وحديثو الولادة بالتعرّض لهذه المادة التي تمتد مضاعفاتها على مختلف مراحل الحياة.
وتلفت نصرالله، واستنادا الى الدراسات العالمية، الى وجود رابط بين "مادة البيسفينول أ" وبين زيادة التعرّض الى أمراض سرطان الثدي، وتكيّس المبيض، والى امراض متلازمة الأيض (Metabolic syndrome) والسُّمنة، والسكري من النوع الثاني. اذ كلما ارتفعت نسبة مادة "البيسفينول أ" في البول عند الأشخاص، كلما زادت نسبة تعرّضهم لهذه الأمراض. كما يؤثّر التعرّض لمادة البيسفينول "أ" على النموّ الذهني.
توضّح نصرالله ان الدراسات العلمية تشير الى وجود رابط بين التعرّض لهذه المادة وبين الاصابة ببعض الأمراض من دون ان تكون العلاقة سببية، اي ان هذه المواد الكيميائية تشكّل سببا مباشرا للاصابة ببعض الأمراض.
نصائح وارشادات
تشير نصرالله الى بعض الارشادات للحدّ من التعرّض لمادة "البيسفينول أ" ومنها:
-عدم تسخين الاكل في علب البلاستيك اذ تتسرّب هذه المادة، على درجة حرارة مرتفعة، من البلاستيك الى الغذاء.
-استخدام الأوعية الزجاجية للتسخين.
-عدم وضع الأوعية البلاستيكية في الجلاية الكهربائية.
-التقليل من استهلاك المعلّبات الغذائية اذ يتم استخدام هذه المادة في تغليف المعلبات.
-التنبّه الى ان تكون رضاعات الحليب البلاستيكية للاطفال خالية من مادة "البيسفينول أ".
-عدم استخدام علب البلاستيك المهترئة والمتآكلة
-عدم تعرّض قناني المياه البلاستيك الى حرارة الشمس