عرض نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني التقرير الوطني الطوعي عن أهداف التنمية المستدامة في منتدى رفيع المستوى في الأمم المتحدة. وترأس الوفد اللبناني بعد أن نسق جهود الوزارات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لوضع تقرير متكامل تحت إطار اللجنة الوطنية للتنمية المستدامة لعام 2030 برئاسة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي كلف حاصباني إدارة العمل فيها.
وأكد حاصباني، في كلمته، "إلتزام الحكومة اللبنانية بجدول أعمال 2030 وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة"، لافتا الى ان "لبنان بلد صغير متوسط الدخل ويتمتع بنظام سياسي ديمقراطي، واقتصاد ليبرالي قائم على روح المبادرة ويعتمد إلى حد كبير على الخدمات، وهو مجتمع يتميز بالتنوع الثقافي والانفتاح. وبما أنه يقع في وسط إحدى أكثر المناطق اضطرابا في العالم، فقد أبدى مرونة ملحوظة في العديد من الصدمات الأمنية والسياسية والاقتصادية منذ نهاية التسعينيات. إنما في الآونة الأخيرة، تأثر لبنان بشدة بالنزاع في سوريا، ولا يزال يتحمل، للعام الثامن على التوالي، العبء الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بسبب استضافته لأكثر من 1.5 مليون نازح من سوريا"، لافتا الى الى انه "على الرغم من هذه التطورات، فإن التقرير الوطني الطوعي الأول للبنان عن التنمية المستدامة يتم في وقت نجح فيه لبنان بإجراء انتخابات برلمانية، ويتوقع تشكيل حكومة جديدة قريبا".
كما لفت الى ان "المجتمع الدولي أوضح أن الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان أمر أساسي، بما في ذلك بالنسبة إلى المنطقة ككل، ويجب المحافظة عليه".
وأعلن ان لبنان "حقق سبعة أهداف على الأقل من الأهداف الإنمائية للألفية، لا سيما في مجالات الصحة والتعليم الابتدائي والمساواة بين الجنسين في التعليم". وقال: "أظهرت الأهداف المتبقية نتائج مختلطة، فإما أنها غير قابلة للتطبيق، أو لم يكن من المتوقع تحقيقها في الوقت المحدد".وتابع حاصباني: "أطلقنا رسميا منذ عام تقريبا عملية أهداف التنمية المستدامة مع وضع الأهداف التالية في الاعتبار:
أولا، إضفاء الطابع المحلي على جدول الأعمال العالمي الطموح وفقا للاحتياجات والتحديات والموارد الوطنية.
ثانيا، الإبلاغ عن وضع جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر والتقدم الذي أحرزناه فيها (التقرير الوطني الطوعي الأول).
ثالثا، الدعوة إلى المشاركة الفعالة وملكية الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص.
رابعا، اعتماد مقاربة حكومية وتشاركية شاملة من أسفل إلى أعلى، لافتا الى انه "يمكنكم الاستنتاج من التقرير الوطني الطوعي، ان لبنان حقق تقدما في العديد من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك في مجالات التعليم والصحة وشؤون المرأة والفقر وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به".
وأكد حاصباني اننا " في لبنان مصممون على نقل اقتصادنا إلى مستوى جديد، وتحسين سبل عيش المواطنين اللبنانيين، وتحقيق التنمية المستدامة في جميع مناطق لبنان. كما نحرص أيضا على الحفاظ على مواردنا الطبيعية والتراث الغني للتنوع الثقافي. وستشكل الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر أيار من هذا العام وما تلاها من تشكيل الحكومة سبلا جديدة للمضي قدما برؤية الحكومة للنمو والتوظيف مع إعطاء أولوية واضحة للإصلاحات"، مقدرا "الدعم القيم الذي يوفره لنا أصدقاؤنا في المجتمع الدولي، بما في ذلك جميع وكالات الأمم المتحدة، ونتطلع إلى تعاون قوي في المستقبل لتحقيق أهدافنا لتطوير التنمية المستدامة وتأمين مستقبل مزدهر لجميع اللبنانيين. كما تقدر الحكومة اللبنانية بشكل خاص، الدعم القيم لمكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة والمكتب القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال عملية نشر أهداف التنمية المستدامة، والأعمال التحضيرية للبرنامج".