بعد مواجهاتٍ عنيفة، استعادت القوات الحكومية في نيكاراغوا السيطرة على حي ماسايا (جنوب) «المتمرّد» الذي نصَبت فيه حواجز منذ بداية الحركة الاحتجاجية على الرئيس دانيال أورتيغا.
وقالت حكومة ماناغوا على موقعها الإلكتروني: «اليوم (الثلاثاء) جاء دور مونيمبو في ماسايا لاستعادة الشوارع الخالية من الحواجز حيث يمكن للناس التحرّك بحرّية».
وأضافت أنّ «هذا الحي التاريخي يَحتفي بحرّيته بعدما خطَفه إرهابيون مموَّلون من اليمين الانقلابي».
وأكّد رئيس جمعية نيكاراغوا لحقوق الإنسان الفارو ليفا لوكالة فرانس برس أنه «بعد استخدامٍ مفرط للقوّة» ضد المتظاهرين، سيطرَت الشرطة والمجموعات المسلّحة غير النظامية على المدينة.
وكان حوالى ألف مِن عناصر قوات مكافحة الشغب والقوات شِبه العسكرية على متن نحو أربعين سيارة بيك-آب، دخلوا فجراً إلى ماسايا التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومتراً عن العاصمة ماناغوا.
من جهتها، صرّحت رئيسة مركز نيكاراغوا لحقوق الإنسان فيلما نونيز بأنّ شخصين قتِلا في الهجوم، هما «امرأة مسِنّة وشرطي». ودانت «مطارَدة عشوائية ضد الشعب وهجماتٍ على البيوت». وقالت: «إنّهم يخلعون الأبواب ويلقون بالناس وأغراضهم في الشارع».
وأغلِقت مداخل المدينة ومنِع الصحافيون من المرور. واضطرّ فريق من فرانس برس إل أن يعود أدراجه في محيط المدينة بعدما استهدفَه إطلاق نار. وفي تسجيلات الفيديو والتسجيلات الصوتية التي نشِرت على شبكات التواصل الاجتماعي، يُسمع أزيز الرصاص وصراخ. وتحدَّث سكان وصحافيون محليون عن وجود ملثّمين مسلّحين برشاشات هجومية كلاشنيكوف و»ام 16» وكذلك قنّاصة.
«عملية تطهير»
هذا الهجوم الذي أطلقت عليه المعارضة اسم «عملية تطهير» يَستهدف مونيمبو الذي يشكّل السكان الأصليون غالبية سكّانه، ويَشهد تعبئةً كبيرة ضد الحكومة. ونُصِبت حواجز يبلغ ارتفاع بعضها مترين في هذا الحي الذي يضمّ مئة ألف نسمة.
وكتبَ كريستيان فاخاردو قائد حركة الاحتجاج الطلّابية «19 نيسان» لفرانس برس: «إنّهم يهاجموننا بأسلحةٍ ثقيلة. إنّها واحدة من أعنف العمليات ضد ماسايا، يُسمع دويّ انفجارات وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة».
وفي تسجيل فيديو صوِّر خلال الهجوم، يؤكّد شبّان من حي مونيمبو أنّهم مستعدّون للموت من أجل «نيكاراغوا حرّة».
وقال أحدهم: «لن نسمح بالدخول، وإذا كان علينا الموت من أجل بلدنا فسنموت».
وفي وقتٍ سابق من أمس الأوّل، احتفلت روزاريو موريو زوجة الرئيس اروتيغا التي تشغل منصبَ نائب الرئيس بـ«تحرير» المدينة المتمرّدة، مؤكّدةً أنّ المتظاهرين هم «أقلّية تحمل قدراً كبيراً من الكراهية».
وأكّد وزير الشؤون الوطنية في حكومة نيكاراغوا بول اوكيست أنّ «النبأ السار من نيكاراغوا هو أنّ الانقلاب فشلَ، أي أنّ محاولة الانقلاب في نيكاراغوا تمّ دحرُها».
وأكّد أنه «لم تعد هناك حواجز في الطرق» و»الطلّاب يمكنهم العودة إلى دروسهم». وتصفُ الحكومة المتظاهرين بأنّهم «انقلابيون» و«منحرفون».
وفي الوقت نفسِه، تبنّى البرلمان الذي يهيمن عليه الموالون للسلطة، قانوناً ينصّ على عقوبة السجن بين 15 وعشرين عاماً لأعمال الإرهاب. والمستهدفون خصوصاً هم الذين يرتكبون أعمالاً تهدف إلى «الإضرار بالنظام الدستوري»، وهذا ما يمكن أن يعني المحتجين، حسب المعارضة.
واتّهمت ماناغوا زعيمَ الفلّاحين ميداردو مايرينا أحد ممثلي المعارضة في الحوار مع الحكومة بالإرهاب والجريمة المنظمة والقتل ومحاولة تقويض النظام الدستوري في البلاد، كما أعلنَت مصادر قضائية.
وبدأت حركة الاحتجاج، وهي الأعنف التي تشهدها البلاد منذ عقود، في 18 نيسان بإصلاحٍ لنظام الضمان الاجتماعي. وعلى الرغم من سحبِ هذا الإصلاح، لم يتراجع الغضَب الشعبي بل تفاقمَ مع قمعِ الشرطة للمحتجين الذين يستهدفون أورتيغا وزوجتَه التي تشغل منصبَ نائب الرئيس.