قصدت مسبح الجامعة من أجل الترفيه والتخفيف من ضغوط الامتحانات، من دون أن تتوقّع أن شبح الموت بانتظارها، وأنه سيخطفها من وسط زميلتيها، منتهزاً فرصة انتهاء الدوام الرسمي للمنقذين... فارقت طالبة الصيدلة خلود كرنبي الحياة قبل ان تتمكّن من تكملة مسيرتها على الارض وتحقيق طموحها.
توقّف عدّاد الزمن
عند السادسة من مساء الاحد الماضي، حلّت الكارثة على عائلة كرنبي، فـ"دلوعة بيّها" كما يطلق الجميع عليها لن تعود الى حضن والديها بعد الآن، لن تملأ ابتسامتها ارجاء المنزل من جديد، وبحسب ما قاله والدها جهاد لـ"النهار": "بقيت الاسبوع الماضي في سكن الجامعة اللبنانية الدولية في الخيارة من أجل الاستعداد للامتحانات التي بدأت في الأمس، وقبل وفاتها بساعة تواصلت مع شقيقها عبر الهاتف، اطلعته انها في السكن تدرس"، مضيفاً: "قررت بعدها ان تقصد مسبح الجامعة مع زميلتيها، وعلى الرغم من انها تجيد السباحة الا ان القدر شاء غرقها، حاولت زميلتها انقاذها الا انها لم تتمكن من ذلك، فسارعت وابلغت الحارس لكون دوام المنقذ الرسمي ينتهي عند الساعة الخامسة مساء، لكنه وصل بعد ان كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة".
رحيل الملاك
"كل تصرّفات خلود طالبة السنة ثالثة صيدلة كانت توحي بقُرب الفراق، ومع ذلك لم الحظ ذلك الا بعد ان وصلني خبر وفاتها، حينها ربطت بين التقاطها المتزايد للصور في الفترة الاخيرة وانتهاء رحلتها في الحياة، وكأنها ارادت ان توقف الزمن في كل مكان لتبقى ذكراها اينما مرّت" قال والدها، متابعاً: "خلود ابنتي الكبرى من 3 فتيات وشابين، كانت المميزة بالنسبة لي، دلعتها كثيراً، فقد كانت كالملاك، هادئة في طبعها، ذكية ومجتهدة، كنت فخوراً جداً بها". ولفت الى انه "شاء القدر ان تتوفى في عز صباها وهي في الـ21 من عمرها، وقد فتح مخفر جب جنين تحقيقاً بالقضية، واشار تقرير الطبيب الشرعي ان سبب الوفاة اختناق بالماء".
الجامعة اللبنانية الدولية فرع البقاع، نعت الطالبة خلود كما اقفلت أبوابها في الامس حداداً، وفي اتصال مع "النهار" رفضت ادارة الجامعة التعليق على الحادثة، في حين أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار"، "أن لا شبهة جنائية خلف الحادثة، وقد تسلمت عائلتها جثتها حيث ووريت الثرى في بلدتها".
أصدقاء خلود نعوها في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، منهم من كتب: "عرفت خلود الجميلة، قلبا وقالبا، التي كانت تستقبلنا كما تستقبل الجميع، بابتسامةٍ مليئة بالحيويّة، الجميع يشهد على احترامك وأخلاقك وتربيتك... لا أعلم لماذا دائما يختار الموت زينة الشباب وهم في زهرة العمر! ربّما يختاركم الله باكرا ليريحكم من شقاء الحياة! فتجلسون بقربه كما ولدتكم أمّهاتكم أنقياء أطهار"...