يعكف خبراء السيارات منذ أشهر على اختبار تقنية مبتكرة، يتوقع أنّ تضع حدّاً للتلاعب بعدّادات قياس المسافة في السيارات. والجدير ذكره أنّ معظم الدوَل تجرّم هذه الممارسة لأنها لا تعطي مؤشّراً صحيحاً عن حالة السيارة إثر قطعها مسافات طويلة.
تداعيات خطيرة
وفي محاولة لمكافحة هذه الممارسات، نشأ تعاون بين شركة بوش والهيئة الألمانية للفحص الفني، بهدف وضع تقنية في السيارات تمنع التلاعب بعدّاد المسافة. وذلك بعد أن أكد الخبراء أنّ التلاعب بعدّاد المسافة لا يعطي الصورة الحقيقية عن السيارة، إذ يحتمل إهمال الصيانة اللازمة للسيارة، وهو ما تنجم عنه تداعيات خطيرة. ويأتي هذا التعاون بعد ثبوت فشل التحول إلى العدادات الرقمية بدلاً من العدادات القديمة لوقف عمليات العبث بالعدادات، إذ أظهرت العديد من الدراسات أنه يمكن لأيّ ميكانيكي، بأدوات قليلة وبعض المعرفة بأجهزة الكمبيوتر والسكانر، أن يرفع من قيمة السيارة بشكل كبير، عبر التلاعب بعداد المسافات.
حل تقني
لحل تلك المشكلة، تستخدم بوش التكنولوجيا المعروفة بإسم «بلوك تشين» للتغلب على المحتالين، وتعرف هذه التقنية إلى حد كبير باستخدامها في المعاملات الخاصة بالدفعات الآمنة عبر الإنترنت. وتعتبر «بلوك تشين» نوعاً من السجلات الرقمية المشتركة الموزعة على العديد من وحدات الكمبيوتر في السيارة، تستخدم تشفيراً قوياً للتحقق من صحة حزمة من البيانات والاتصال بها، وهذا يجعل العبث بأي حزمة بشكل مستقل أمراً شبه مستحيل.
بالإضافة الى ذلك، ترسل السيارة بشكل دوري عبر الإتصال بنظام تكنولوجيا بوش لقراءات عدادات المسافات، الأرقام الصحيحة إلى أجهزة كمبيوتر خاصة بالشركة، عبر جهاز اتصال صغير يتمّ وضعه في السيارات. وقالت الشركة إنه باستخدام أحد تطبيقات الهواتف الذكية يمكن لصاحب السيارات الكشف أيضاً عن القراءات الفعلية لعدادات المسافات في أي وقت، ومقارنتها بتلك الموجودة في السيارة. وفي حالة عزم صاحب السيارة بيعها، يمكن له الحصول على شهادة تدل على صحة الأرقام المسجلة في عداد السيارة لإرفاقها بالإعلانات الخاصة ببَيع السيارات، كما تستطيع السيارات المتصلة بالنظام تنبيه ورش الإصلاح للخلل الذي يستلزم إصلاحه.