بدأ الأسبوع الطالع بمواقف ذات تأثير على الوضع العام:
1 - الرئيس المكلف سعد الحريري جاهر بموقف جديد، لكنه معروف: «انا من يشكّل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية وكل الكتل والأحزاب، هم ممثلون في الحكومة، وبناء على ذلك اقوم بالاتصالات وبنتيجتها اقابل رئيس الجمهورية ميشال عون ونتشاور ونصدر التشكيلة» خلال أسبوع أو أسبوعين.
2 - التيار الوطني الحر، قال ان المشكلة ليست عنده، بل هي عند «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، وسنّة 8 آذار، وهو أي التيار قدّم كل التسهيلات الممكنة.
3 - تؤكد المصادر ان معطيات اللقاء بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لم تنضج بعد، وعليه، فزيارة الأوّل إلى بعبدا لم تنضج بعد.
4 - اعتبار النائب وائل أبو فاعور ان المشكلة هي لدى رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، وليست في أي مكان آخر.
الحريري: الحكومة خلال اسبوعين
وعلى الرغم من العقد المستحكمة بعملية التأليف بقي التفاؤل ونفي ما يقال ويتردد عن التجاذب والخلافات، وهذه المرة على لسان الرئيس المكلف الذي أعلن  للمرة الأولى منذ تكليفه قبل ثمانية أسابيع، عن مواعيد لولادة الحكومة العتيدة، محددا هذا الأمر بأسبوع أو أسبوعين، على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن هذه المواعيد غير واقعية، ولم يكن القصد منها سوى إشاعة أجواء من التفاؤل لطمأنة الرأي العام اللبناني والدولي، ولا سيما المجتمع الدولي الذي يواصل ضغوطه على المسؤولين للإسراع في تشكيل الحكومة، قبل خسارة كل المساعدات التي وعد بها لبنان ضمن مهل محددة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن العقد، ولا سيما المسيحية والدرزية، ما زالت تراوح مكانها، ولم يتم تسجيل أي تقدّم على هذا الصعيد، وان بقيت اللقاءات والمشاورات الخجولة مستمرة، وكان آخرها اللقاء الذي جمع مستشار الرئيس الحريري الوزير غطاس خوري وعضو «تكتل لبنان القوي» النائب الياس بوصعب، والذي وصف بأنه كان محاولة لكسر الجمود في مشاورات تأليف الحكومة وفتح كوة في جدار العلاقة المتأزمة بين الرئيس المكلف و«التيار الوطني الحر». وتم في خلال اللقاء التباحث في مجموعة من النقاط الآيلة إلى تسهيل تشكيل الحكومة ومعالجة العقد التي تؤخّر التشكيل والتي تعني غالبية الأطراف السياسية وهي قيد المتابعة.
واتفق الطرفان، بحسب بيان وزعه إعلام تيّار «المستقبل» ان يُصار إلى وضع الرئيس الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بالاقتراحات المطروحة، والعودة إلى لقاء آخر اليوم.
اما الرئيس الحريري، فأكد في دردشة مع الصحافيين، ان التواصل مستمر مع الجميل، وان شاء الله سينتج هذا التواصل هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل حكومة، مشيرا إلى ان لا شيء يمنع لقاء الوزير باسيل، فنحن لسنا متخاصمين، وليس هناك من تباعد بيننا، أو من خلاف، لكنه أكّد من ناحية ثانية، انه هو الرئيس المكلف وهو الذي يُشكّل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر، وقال: «كل من يعتقد انه هو من يُشكّل الحكومة يكون مخطئاً، فأنا من يشكلها بالتوافق مع الرئيس عون، وكل الأفرقاء الآخرين من الأحزاب والكتل سيكونون في الحكومة».
ولفت الرئيس الحريري الى ان اجواء الجميع توحي ان هناك ايجابية في التعاطي في ملف الحكومة، مشددا على ضرورة البناء على هذه الايجابية خصوصا ان الامور غير مقفلة، نافيا ان تكون هناك عقد، لكنه اشار  الى ان الامور تحتاج  لبعض الوقت لترتيب الوضع، ومؤكدا ان الاجواء الراهنة افضل مما كانت عليه الاسبوع الماضي.
واعتبر انه ليس هناك من عقدة سنية بالنسبة لتشكيل الحكومة، مشيرا الى ان التواصل مع النائب السابق وليد جنبلاط يجري بايجابية ايضا, وانه سيزور الرئيس عون في وقت قريب، من دون ان يوضح مّا إذا كان هذا اللقاء للتشاور أو انه سيعرض عليه تشكيلة حكومية جديدة.
كتلة «المستقبل»
وجاءت هذه التوضيحات، فيما كانت كتلة «المستقبل» النيابية، تجتمع استثنائياً أمس في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس الحريري، لتدارس المهمات التي ستوكل لأعضاء الكتلة على مستوى العمل التشريعي، واتخذت في هذا الشأن القرارات اللازمة.
واطلعت الكتلة من الرئيس الحريري، بحسب ما جاء في بيانها على مستجدات الوضع الحكومي، وما آلت إليه المشاورات المعلنة وغير المعلنة من نتائج، وعبرت عن ارتياحها للمسار المعتمد والذي لا بدّ ان ينتهي إلى تشكيل الحكومة، وانطلاق عجلة العمل بورشة الإصلاح المطلوب، وشددت على أهمية توسيع نطاق التعاون مع الرئيس المكلف، والتزام مقتضيات التهدئة السياسية وتجنب الخوض في سجالات تنعكس سلباً على مساعي التأليف.
ولفت الانتباه في بيان «الكتلة» اشارتها إلى ما سبق ان أعلنه الوزير باسيل من مواقف في زحلة قبل يومين، بخصوص مسألة العلاقات اللبنانية- السورية، مؤكدة بأن الخوض في هذه المسألة هو في غير محله، وان مجلس الوزراء هو الجهة المخول تحديد السياسات ومسار العلاقات، خصوصا في ما يتصل بالملفات الخلافية على غير صعيد، ومنها ملف النازحين السوريين وإن كان بيان «الكتلة» لم يشر إليه، كما لم يشر إلى الوزير باسيل بالاسم.
اما الرئيس نبيه برّي فقد جدد امام وزاره التأكيد بأن لا شيء على خط تشكيل الحكومة، لكنه أمل بأن تؤلف بشكل سريع، موضحاً بأن العقدة الأساس ما تزال العقدة المسيحية.
جلسة انتخاب اللجان
وفي المناسبة، أكّد الرئيس برّي امام زواره، ان كلا المواضيع حلت بالنسبة إلى جلسة انتخاب رؤساء ومقرري وأعضاء اللجان النيابية، التي ستعقد اليوم، كاشفاً عن تراجع «حزب الله» عن مطالبته برئاسة لجنة الاشغال، وانها ستبقى مع تيّار «المستقبل» موضحا ان بعض التعديلات قد حصلت على بعض اللجان، على ان تجري قبل انعقاد الجلسة مشاورات واتصالات لحسم المواضيع بشكل كامل.
وتشير المعلومات الأوّلية الى «ان خريطة رؤساء اللجان باتت شبه مُنجزة بابقاء القديم على قدمه، بعد اجتماعات هامشية عقدت على محور الكتل- ومن ضمنها كتلة «التحرير والتنمية» وكتلة «المستقبل» التي حددت خياراتها بالنسبة لمرشيحها في اللجان- لا سيما لجهة لجان، المال والموازنة التي ستبقى من حصة «التيار الوطني الحر» وللنائب ابراهيم كنعان، والدفاع الوطني من حصة تيار «المستقبل» وللنائب سمير الجسر، ولجنة الأشغال والطاقة والمياه والتي كانت موضوع خلاف لان كتلة الوفاء للمقاومة ترغب بها- ستنتقل الى النائب نزيه نجم من «المستقبل»، فيما ستكون لجنة الادارة من حصة «القوات» ولصالح النائب جورج عدوان، ولجنة الصحة للمستقبل للنائب عاصم عراجي، والتربية للنائب بهية الحريري، ولجنة الخارجية للنائب ياسين جابر، والإعلام ستبقى من حصة «حزب الله» بين النائب حسن فضل الله او نائب آخر من الكتلة تردد انه النائب حسين الحاج حسن، وستكون لجنة شؤون المهجرين من حصة النائب الارمني الكسندر ماطوسيان، والبيئة ستبقى مع كتلة «اللقاء الديموقراطي» بين النائب مروان حمادة الاكثر ترجيحا والنائب اكرم شهيب اذا حسم عدم توزيره، وتبقى لجنة الرياضة مع التيار الوطني الحر للنائب سيمون ابي رميا ، ولجنة تكنولوجيا المعلومات من حصة النائب نديم الجميل، ولجنة الزراعة من حصة النائب ايوب حميد، اما لجنة المراة والطفل والتي كانت من حصة «التيار الوطني» فلم تحسم بعد بين النساء النواب الستة– والتي لـ«المستقبل» حصة الاسد فيها في حين يغيب العنصر النسائي عن «التيار الوطني». 
الباخرة الثالثة
على صعيد آخر، حلت أزمة الباخرة التركية الثالثة لتوليد الطاقة الكهربائية، والتي كادت ان تُهدّد باشتباك سياسي جديد بين الحزب الاشتراكي و «التيارالحر»، على خلفية التلوث الذي يُمكن ان تحدثه الباخرة لمنطقة الجية وإقليم الخروب، إذ أبلغ الرئيس الحريري وزير الطاقة سيزار أبي خليل في اتصال هاتفي انه تحدث إلى رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، في شأن الباخرة المذكورة، وتبلغ منهما استعدادهما لتسهيل هذه العملية. 
وكانت الباخرة التركيةEsra  المخصّصة لتوليد الطاقة الكهربائية، مُنعت صباح امس من الدخول إلى حرم معمل الجيّة الحراري، لربطها بشبكة المعمل بعدما استكملت كل التجهيزات التقنية والفنية لدخولها، وبعدما وصلت إلى حدود المعمل، تبلغت من السلطات المعنية والمختصة، عدم السماح لها بالدخول إلى حرم المعمل بحجة عدم الترخيص لها، وبنتيجة مفاوضات واتصالات تراجعت الباخرة بعدما سحبها طَرّاد بعيداً من المعمل.
إلا ان الوزير أبي خليل، عزا تعثر دخول الباخرة إلى معمل الجية إلى الطقس وارتفاع سرعة الهواء، وليس البطولات عبر الإعلام، حسب تعبير أبي خليل الذي أوضح انه تقرر ربط المعمل القائم المجاني في الجية، لأنه سيحل مشكلات كبيرة في التغذية جنوباً، وسيزيدها في كل لبنان بمعدل ساعتين، اما ربطها في الذوق فلا يزيد التغذية الا في كسروان، علما ان أبي خليل لوح خلال مؤتمره الصحفي بنقل الباخرة إلى معمل الزهراني في الجنوب، بناء لمطالبات نواب «حزب الله» إذا ما استمر رفض أهالي الجية لها.
ولاحقاً، غرد جنبلط عبر تويتر قائلاً: «كون السفينة العثمانية «سلطانة ضومط» وصلت من خلال فتوى مبهمة لمجلس الوزراء، أنصح بأن نتعامل مع هذا الأمر الواقع بمرونة وان نشترط زيادة تزويد الإقليم بالطاقة، وان لا يكون هذا الحل على حساب معمل جديد في الجية للدولة، حذار من التلوث وفي هذا المجال من يزوّد المعامل بالفيول العاطل؟».
وسيعقد اليوم اجتماع في مكتب وزير الطاقة مع المجلس البلدي لبلدة الجية والمخاتير وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، ونواب المنطقة للتداول في مسألة الباخرة من زاوية ان لا تؤخذ كصفقة وألا يكون على حساب صحة النّاس