لم تجد الصحافية في جريدة الأخبار رلى إبراهيم وهي تُناطح الفساد المستشري في كافة الوزارات والمؤسسات والقطاعات سوى وزير الصحة غسان حاصباني (ربما لانتمائه لحزب القوات اللبنانية)، فتنسب له جملة مخالفات وارتكابات وتجاوزات خلال تولّيه منصبه الجديد في حكومة العهد الأولى، والسيدة إبراهيم تأخذُ على الوزير حاصباني، أول ما تأخذ، تصدّيه لشركات الأدوية التي تتلاعب بصحة وأوضاع المصابين بالأمراض المستعصية، وذلك حين أجبر الشركات على تسليم الأدوية للمواطنين المرضى بتهديدها بعدم دفع مستحقاتها للعام 2017. وهي بدل أن تنتصر لصالح قضايا المواطنين (والذين جُلّهم من تيار الممانعة الذي تُحامي عنه جريدة الأخبار)، راحت تُعمي أبصار وضمائر القراء بأنّ الوزير، بتصدّيه لشركات الأدوية (وهي أقرب ما تكون للمافيات)، إنّما كاد أن يتسبب بكارثة صحية للمصابين بالأمراض المستعصية، الوزير عند الصحافية هو رأس الداء لا الشركات ولا ميزانية الوزارة الهزيلة!
إقرأ أيضًا: اللواء جميل السيّد..قسمةُ الجنوب وقسمة البقاع قسمةٌ ضيزى
والأغرب والأدهى أن إبراهيم ترى في أزمة تأمين الأموال اللازمة لموازنة وزارة الصحة أزمة شخصية للوزير، نعم، توجد أزمة صحية في البلد، وهي عامة بالطبع لا شخصية، وأول من اعترف بها وزير الصحة السيد حاصباني نفسه، وهي أزمة متمادية ومستمرة، وذلك بسبب عجز الدولة عن صرف ميزانيات كافية لمعالجة الأوضاع الصحية المتردية للمواطنين، وخاصةً فيما يخصّ فاتورة الأدوية المخصصة للأمراض المستعصية باهظة الثمن، وبدل توجيه الأنظار نحو أصل المشكلة وسُبل معالجتها، خاصة أنّ الوزير حاصباني هو أجرأ من تصدّى لمشكلات وزارة الصحة، راحت الصحافية اللامعة توجّه سهام النّقد والتجريح بشخص الوزير وسلوكه وانتمائه الحزبي، وفي سبيل ذلك عمدت إلى كيل جملة من التّلفيقات والتمويهات والتعميات والاتهامات التي تفتقد للصدقية والموضوعية والحيادية.
كان الله بعون هذا الشعب، إذ صحافته النافذة هذه الأيام (الأخبار) تهاجم وزراء القوات الذين شهد لهم الخصوم قبل الأنصار بالصدقية والنزاهة ومكافحة الفساد وحفظ المال العام، في حين يسلم وزراء الفساد ونهب المال العام من النّقد والمساءلة.
قال الشاعر محمد مهدي الجواهري:
"وصحافةٌ صفرُ الضمير، في كلّ
نادٍ تُباعُ وتُشترى وتُعارُ."