بمناسبة إحياء عيد القديس مار شربل، وإحياءً لهذه الذكرى، وبخطوة مفاجئة، زار يوم أمس الأحد، رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أهالي بقاع كفرا، وشاركهم مراسيم إحياء المناسبة.
وخلال تأدية الراعي البطريرك الماروني بشارة الراعي صَلاته للقديس من أجل إنهاءِ الأزمة ومن أجلِ اقتداء المعنيين بقدرة مار شربل على اتّخاذ القرار، كشف رئيس بلدية بقاع كفرا إيلي مخلوف في كلمته، ونقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، أنّ "الحكيم علّق أثناء تمنّي البطريرك من الجموع الصلاة من أجل إنهاء أزمة تشكيل الحكومة، قائلاً: "الظاهر إنّك رَح تصَلّي كتير".
ومن جهة أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن جعجع والراعي عقدا خلوة ثنائية جمعت بينهما في صالون الكنيسة، والتي تمحورت حول تأزّمِ الوضع الحكومي، دون أن يكشف جعجع عن مضمونها، مكتفياً بالقول للصحيفة "أقِرّ بأنّ هناك صعوبات لم تُذلَّل بعد، فيما يخص الحكومة"، مضيفاً "العقدة ليست مسيحية فقط، كما أنّنا لم نخرج من منطقة (نقطة الصفر) بالأصل كي نعود إليها".
وفي التفاصيل، وصفت مصادر "القوات اللبنانية"، للصحيفة أن اللقاء "كان ممتازاً، وتناول أكثر من ملف من التجنيس إلى التأليف"، مشيرةً إلى أن "جعجع نوّه بموقف البطريرك الراعي، وأكدا ضرورة الإسراع في التأليف، لأنّ التحديات أكبر من أن تُعدّ وتحصى، ومسؤولية الحكومة كبيرة جداً".
وأضافت المصادر، أن "جعجع أكد تمسّكه بالمصالحة والتفاهم، وشكر للبطريرك اهتمامه ورعايته، شارحاً الأسباب التي آلت إلى هذا الوضع"، مؤكداً أنّ "هذا التفاهم لا يلغي أحداً ويتعلّق باتفاق سياسي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، والهَدف منه أبعد ما يكون عن المحاصصة، بل تشكيل تجربة نموذجية عن طريق إعادة إحياء دور المؤسسات في التعيينات". كما وأكدت المصادر نفسها على "حرص جعجع على وضع البطريرك في صورة ايّ تطور حكومي أو وطني أو يتصل بالتفاهم".
وبدوره، كشف البطريرك للصحيفة، عن أعجوبة نتمنّاها وهي "الخروج من المأزق الذي نعيش فيه، وهو مأزق الحكومة، فكلّ شيء متوقّف لأنه ليس هناك حكومة، خاصةً وأنّ مؤتمر سيدر يربط جميعَ المساعدات بالحكومة والإصلاحات، ولا يجب التلاعب بالأمر بهذا الشكل"، مضيفاً "نحن نطلب هذه الأعجوبة من مار شربل كما نلتمس منه السلام لهذا الشرق ونهاية الحروب وعودة النازحين إلى بيوتهم، كما ونطلب منه أن يُحدِث فينا الأعجوبة وفي حياتنا وفي مسيحيتنا لنعيشَها في المجتمع والعائلة والدولة، وكي نستأهل الأعجوبة".
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى تأكيد الراعي على أن كل "تأخير في تأليف الحكومة له تداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية"، حيث قال الراعي: "نصلّي من أجل تأليف الحكومة الجديدة التي ينتظرها كل الشعب ولا يمكن التأخر فيها لأن الكل يعلم أن كل تأخير في تأليفها له تداعياته السلبية على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، بل له أيضاً مفاعيله على المستوى الدولي، والكل يعلم أن الأسرة الدولية تتطلع إلى لبنان وأعطته اهتمامها لا سيما عندما عقدت في نيسان الماضي، مؤتمر باريس الثالث، بهدف مساعدة لبنان في النهوض الاقتصادي وفي الإصلاحات اللازمة في البنى التحتية والهيكليات".
ولفتت الصحيفة، إلى "استمرار كل من «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» في تحميل مسؤولية تعثّر التوافق لـ«التيار الوطني الحر» وتحديداً حيال ما بات يعرف بالعُقدة المسيحية والعُقدة الدرزية".