نبّه رئيس جمعية "نسروتو"الأب مروان غانم من أن زيادة نسبة البطالة في لبنان، تشكل أحد أبرز أسباب تضاعف أعداد المدمنين على المخدرات، لافتا الى ان الفراغ الذي يعيشه بعض الشبان، والرفاهية المفرطة التي يتمتع بها البعض الآخر، تؤدي الى انحرافهم باتجاه شرب الكحول وتعاطي المخدرات، مشيرا الى ان أعمار المتعاطين باتت منخفضة جدا وقد تم تسجيل من يتعاطون بعمر العشر سنوات وهذا أمر خطير للغاية.
وحمّل الأب غانم في حديث لـ"النشرة" العائلة وبالتحديد الوالدين مسؤولية عدم متابعة الأولاد، ما يؤدي الى اتجاههم لمسارات غير صحيحة، وقال:"طبعا نحن هنا لا نعمّم، لكن العائلة تلعب دورا أساسيا جدا في هذا المجال خاصة اذا كان هناك خلافات او طلاق". وأضاف: "كما أنه يجب التنبّه من الرفاق الذين يخرج معهم الاولاد، وألا يكونوا من رفاق السوء والشارع"، معتبرا ان عدم الالتزام الديني يساهم ايضا بتعزيز المسار غير السليم للأولاد والشباب.
ولفت الاب غانم الى انه تم تسجيل وفاة شخصين مؤخرا في بيروت تناولا جرعات زائدة من المخدّر، داعيا كل من يريد ان يتعالج ليخرج من هذه الدوامة للتوجّه لمركز "نسروتو" في زحلة أو أي مركز آخر لمعالجة المدمنين، مؤكدا ان العلاج مجاني، شرط ان يرغب صاحب العلاقة بذلك. وقال:"نحن جمعية خيرية تُعنى بالسجون والمساجين والمدمنين على المخدرات كما بموضوع الأحداث، الذين هم على خلاف مع القانون كذلك نُعْنَى بالنساء المعنّفات، ولدينا جوقة أناشيد هي أساس هذه الجمعية كما هناك معهد لغات وآخر للموسيقى والفنون".
وأوضح الأب غانم أن الدولة اللبنانية تتصدى قدر المستطاع لآفة المخدرات من خلال تخصيص لجنة معنيّة بالموضوع هي لجنة الادمان، داعيا لوجوب تفعيل دورها من قبل وزارة العدل، واعطاء المستحقات لكل الجمعيات التي تعمل حقيقة وتعاني من عجز مالي نظرا لكون الأموال متوقفة عنا منذ العام 2017. وأضاف:"مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود طلب من الجسم القضائي مؤخّرا الاّ يشمل التوقيف المدمنين على ان يحيلهم الى لجنة الادمان، وهذا قرار ممتاز باعتبار ان الذي يتعاطى مخدرات هو مريض يجب معالجته لا سجنه، لأنه وفي حال دخل الى السجن سيتقن عندها الحياة الجرميّة، اما اذا دخل الى احد مراكز التأهيل يكون الأمل بشفائه أكبر".
وتطرق الاب غانم لملفّ السجون، لافتا الى ان الوضع سيبقى متّجهًا من سيء لأسوأ في حال ظلّت الامور على ما هي عليه، مؤكدا ان قوى الامن الداخلي تقوم بواجباتها على أكمل وجه ومشكورة على نشاطها، لكن الأمر في عهدة الحكومة ومجلس النواب ليضعا حدا لاكتظاظ السجون، غير المجهّزة على الصعد كافة. وقال:"بغياب تصنيف الحالات الجرميّة، سنبقى في أزمة حقيقيّة باعتبار انه لا يصح على الاطلاق ايداع مدمن مخدرات مع مقترف جريمة قتل او تاجر أو غيره"، لافتا الى انه لا يتم اعتماد الفصل نتيجة الاكتظاظ، وعلى سبيل المثال فإنّ سجن رومية الذي يستطيع استقبال 1050 سجين، يستقبل اليوم ما بين 2500 و3000 سجين.
وردًّا على سؤال عن مشاركة جوقة "نسروتو" في ريسيتال روما حضره البابا فرنسيس، أوضح الأب غانم انه وبدعوة من جوقة "الغناء الحر" في ايطاليا وبوساطة الاب وسام أبو ناصر، شاركت الجوقة في احدى حلقات الجوقات التي ترنّم في روما وبالتحديد في كنيسة مار توما الحبرية، المقر الصيفي للبابا. وقال:"رنّمنا بالمارونية والسريانية وقد خدمنا بالقداس الذي سبق الريسيتال باللغة اللاتينية"، لافتا الى ان "اللقاء الاهم كان مع البابا، وهو لقاء تم بتنسيق مع المطران جوزيف معوضوقد كانت ردة فعل البابا مميّزة بتوجيهه تحية خاصة لنا في كلمته الرسمية".