جاء تصريح مساعد المرشد الإيراني الدكتور علي ولايتي لاذعاً ومسيئاً للسوريين والعراقيين ومنافياً للحقيقة التي شارك فيها كل المتضررين من تنظيم دولة الخلافة والتي دفعت الى قيام أكبر حلف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق والذي عمل بمسؤولية أقل في سورية وما زال يحتفظ بقواعد عسكرية في البلدين لضمان عدم عودة داعش ولحفظ المصالح الاقتصادية والأمنية ولعدم ترك البلدين عرضة لأطماع روسيا و إيران.
فات ولايتي وفوّت حقوق الآخرين في القتال ضدّ داعش وخاصة السوريين والعراقيين، فالجيش السوري وبحسب تصريحات الإيرانيين أنفسهم هو من يخوض معارك حاسمة ضدّ الإرهاب وان الوجود الإيراني مجرد وجود لخبراء عسكريين و فنيين يقدمون العون للنظام السوري وهذا التناقض الفادح في التصريحات الإيرانية يدّل على عمق أزمة التدخل في سورية، فلو كان التدخل تدخلاّ مشرّفاً لافتخرت القيادة الإيرانية بذلك ولما اختبأت تحت مسميات مموّهة ولما تضاربت في التصاريح المتعدّدة ما بين قيادات في الحرس ومن مساعدي المرشد وبين أركان الدولة ولأعلنت مباشرة وبصراحة أن دور إيران في العراق وسورية أكبر من دور النظامين العراقي والسوري وأن مسؤولية التحرير أولوية قدناها بشرف نحن ومن آمنْ بنا من الأحزاب الشيعية المؤمنة بولاية المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية.
إقرأ أيضًا: قيصر المقاومة والممانعة يحمي أمن إسرائيل
لا وضوح في الموقف الإيراني ففي سورية اختصار على خبراء فنيين وفي العراق تقديم كل الامكانيّات للحشد الشعبي العراقي وعندما يستعرض الحرس عضلاته تصبح إيران وحدها من حررت العراق وسورية وتنفي أدوار العراقيين و السوريين في هذا المجال، والأنكى منه سكوت العراقيين والسوريين على ذلك رغم ما في هذه التصاريح من اساءة للشعبين وللنظامين وهذا ما يدل على قوّة السيطرة الإيرانية في سورية والعراق وعلى وهن النظامين غير المستعدين للردّ على المسؤول الإيراني في موقف يدين العراق و سورية.
يبدو أن العراقيين والسوريين قد فقدوا بقية الكرامة لذا لا شيء يهز الضمير الوطني أو القومي وهذا ما يؤكد أن قيادة البلدين فاقدة للمسؤولية التاريخية وفاقدة لشرعية الحكم طالما أن السيادة مخرومة ومطعون فيها من قبل القاصي والداني فتارة تقول روسيا في سورية لولا الدور الروسي لسقط النظام وتارة تؤكد إيران باستمرار دورها الذي منع سقوط الأسد في أولى أسابيع الأزمة السورية، وفي العراق كلام إيراني مشابه فلولا إيران لحكم أبي بكر البغدادي متناسية في ذلك تضحيات العراقيين في الحشد وفي الجيش النظامي وضربات طائرات التحالف التي تمسك بها رئيس الوزراء العراقي كونها فتتت قوة داعش والتي استدعاها العبادي على عجل للتخلص من الاحتلال ولولا أميركا لبقي تنظيم البغدادي كما كان مقدراً استمرار البعث وصدام حسين في العراق الى أبد الآبدين لولا أميركا التي حسمت أمر صدام ولم يسهم الإيرانيون برصاصة في حرب إسقاط نظام صدام.
لا يستطيع النظام السوري الردّ على ولايتي الذي نفى دور النظام وتضحيات جيشه كونه أعجز من أن يرد على عريف في الحرس الثوري فكيف سيرد على مساعد المرشد؟ ولا توجد في سورية قوى وطنية حزبية ولا تعددية في بنية السلطة.
هذا السكوت السوري لا يعفي العراقيين الذين يتمتعون بما لا يتمتع به النظام السوري فثمة تعددية حزبية داخل السلطة والمجتمع وهناك مراكز قوى أكبر من السلطة نفسها والتي فشلت في مواجهة داعش واستندت الى فتوى المرجع السيستاني لحشد الشعب العراقي في جبهات المواجهة مع الدواعش. ولكن يقف على رؤوس الجميع الطير الإيراني لذا لم يحرّك أي عراقي رأسه مستنكراً لتصريح ولايتي الذي هشّم فيه صورة البطل العراقي الذي حرّر الأرض من رجس الإرهاب.