أولاً: القوات وتسيير أمور تأليف الحكومة...
وقُل ربي يسّر لي أمري..وإنّ مع العُسر يُسرا (قرآن كريم).
تقوم القوات اللبنانية ببذل الجهد المطلوب لتسهيل تأليف الحكومة العتيدة، منذ أن قام قائد القوات الدكتور سمير جعجع بزيارة فخامة رئيس الجمهورية، وتأكيده على دعم العهد والتّمسُّك بتفاهم معراب، ليُقابل بعد ذلك بمواقف تصعيدية للوزير جبران باسيل، وادّعائه بأنّ اتفاق معراب لا ينُصّ على مناصفة المقاعد الوزارية بين التيار والقوات. وبعد استفحال أزمة تأليف الحكومة، قام الدكتور جعجع بزيارة رئيس الحكومة المكلف لتسيير أمور التأليف، وتصريحه بضرورة تأليف الحكومة دون توانٍ أو تقاعُس، واستعداد القوات ل"التنازل" حيث يستوجب التأليف هذا التنازل، وأن يُطلب منها ما تستطيع أن تقوم به، أي أن لا يطلب منها ما تعجز عن القيام به.
إقرأ أيضًا: موكب رئيس الحكومة..وحشر الناس كالفئران في سياراتهم
ثانياً: التيار والعرقلة الدائمة...
بالمقابل يمضي رئيس التيار الوطني الحر الوزير باسيل بالقيام بكلّ ما يلزم ، أو بكلّ ما يستطيعه لعرقلة التأليف المتمثل بالعقدة المسيحية، إذ يُصرّ، كما تقول أوساطه، على المطالبة بأحد عشر مقعداً مسيحيّاً من أصل خمسة عشر، أي ثمانية مقاعد للتيار وثلاثة لرئيس الجمهورية، أي إنّه يطالب بضعف حُصة القوات، مُتجاوزاً اتفاق معراب، حتى أنّه يتجاوز نتائج الإنتخابات الماضية، والتي طالما تغنى بالعودة لها.
على من يستند باسيل في هذا التّعطيل المتمادي ؟
هل يتّكل على النّزق الشخصي والتّلهف على المقاعد السلطوية لمزيدٍ من المكاسب الشخصية والحزبية؟ أم تُراهُ مدفوعاً بمواقف بعض الحلفاء؟ أم يعتمد على طول وصبر أناة قائد القوات، مع اعتداده بالكثرة العددية، ورمي خصومه بقلّة العدد، وضعف الشوكة والعزيمة.
قال السموأل:
إذا المرءُ لم يدنس من اللُّؤم عرضُه
فكلُّ رداءٍ يرتديه جميلُ
تُعيّرُنا أنّا قليلٌ عدادُنا
فقلتُ لها إنّ الكرام قليلُ
وما ضرّنا أنّا قليلٌ وجارُنا
عزيزٌ وجارُ الأكثرين ذليلُ.