12 عاماً مرّت على "حرب تموز"، تلك الذكرى التي عاشها جيلنا ولن ينساها كلما طرق شهر تموز أبواب النصر، وإنتهت الحرب بإنتصار لبنان ومقاومته بعد 33 يوم من الصمود ومقاومة العدو الإسرائيلي.
حربٌ أسبابها معروفة منذ 12 عاماً، وعدوها واحد، دخل بدباباته وطائراته إلى أرضنا خائفاً، لكن سرعان ما عاد مهزوماً، بفضل دماء الشهداء وسواعد المقاومين.
من منا يمكنه أن ينسى تلك الأيام، فلنعد إلى عام 2006، إلى صباح يوم الأربعاء تحديداً والواقع في 12 تموز، مشهد الفخر و"الزغاريد" بأسر الجنديين الإسرائيليين، وسط غضب الطائرات الإسرائيلية المُحلِقة في سماء لبنان، لم يكن الخوف سائداً حينها، ولم نكن ندرك أن خلف هذا اليوم 32 يوماً من الحرب والمجازر والتهجير، يليها أيام حافلة بالعودة والإنتصار.
في ذاكرة كل واحد منا مجموعة ذكريات كثيرة تجمع بين الصمود والفخر إلى حد الألم، فالكثير منا ودع في هذه الحرب عزيزاً شهيداً، وصور المجازر مازالت مطبوعة في مخيلتنا، ورائحة دم الأطفال مازالت تُذكرنا بوحشية ذلك العدو....ومهما تذكرنا وتذكرنا ستبقى ذكرى النصر أقوى!
"وين كنت بحرب تموز؟"، سؤالٌ طرحه رواد مواقع التواصل الإجتماعي لاسيما موقع "تويتر"، مستذكرين عبر هاشتاغ "#وين_كنت_بحرب_تموز"، أيام الحرب، لكن عبروا عن هذه الذكريات بفخر واعتزاز، رغم خسارة أرواح كثيرة، حيث غرّد أحد اللبنانيين قائلاً: "كنت في مونترالد أتابع أخبار العدوان الصهيوني على لبنان وأنتظر وصول ابنائي لجمع الشمل ... وفي 19 تموز وانا أتابع أخبار لبنان على إذاعة النور الساعة 12.10 ليلا لأسمع خبر قصف الصهاينة لمنزلي واستشهاد عائلتي وأبنائي الأربعة وعدت راضيا بقضاء الله وسأبقى حتى لقائهم".
وغيره، قال: "يوم الاربعا عملو الشباب عملية خلة وردة اجا ابن اختي يلي استشهد بعدين كتير مبسوط قلي خلق ابنك وجهه خير عالمقاومة الشباب اسروا جنديين اسرائيليين وايطاليا اخدت المونديال فرحتوا ما كانت سايعتو وضهرنا من البيت باليل بعد ما قصفوا المنار".
كما وغرّد غيره قائلاً: "في مثل صباح اليوم عام ٢٠٠٦ استيقظنا على صوت قصف مدرجات مطار بيروت، لم نأخذ الأمر على محمل الجد، ظنناه استكمالاً لرد فعلٍ محدود و متوقع، ثم قصفوا بعد الظهر شقة تابعة لإذاعة النور في حارة حريك ..."
وكالعادة لا يمكن أن لا يُعلق الشعب اللبناني بتغريدات مسلية ومضحكة، حيث استذكر البعض المواقف الطريفة التي عاشها خلال الحرب، فغرّد أحدهم: "بتذكر كنا نوقف على محطات البنزين بالساعات لا يعبولنا بي ١٠،٠٠٠ او بي ٢٠،٠٠٠ لأنو ممنوع اكتر لأنو كان في نقص..."
كما وغرّدت ناشطة قائلة: "وبتذكر بنفس المنطقة الدكنجي كان عطول حاطط جوليا عل عالي وما ياخد منا حق اي شي بنشتريه"، مضيفةً: "بتذكر بالمنطقة لي كنا فيها كنا بالشارع في وحدة قالت لخطيبا: كترت الزبالة بمنطقتنا ياريت اولمرت بيجي بكنسن".