لماذا لجأ رامي إلى تعاطي المخدرات؟ أهو بسبب العنف؟ أو لأنه شاهَد والده يقوم بذلك؟ أم بسبب معشر السوء؟ هل للعلاقة بين والديه تأثير في ذلك؟
من يتعاطى المواد المخدرة يعاني بسببها تبعية وتأثيراً سلبياً مباشراً على مزاجه وصحته النفسية ككل، وعدم القدرة على متابعة متطلبات الحياة اليومية بشكل طبيعي. كما أنه عند عدم تَوافر المادة، كالحشيش، الهيرويين، الكوكايين، الأفيون، الكحول... تتصدر كيفية إيجادها لائحة أولوياته، ما يؤدي إلى زيادة كميتها وتعلّقه بها والتنويع في أصنافها، تاركاً وراءه التزاماته وعلاقاته الإنسانية والإجتماعية.
أسباب الإدمان على المواد
قد يدمن الإنسان على المواد المخدرة أو الدواء، المنشطات، مواد الهلوسة، الكحول أو غيرها. أما الدوافع لذلك فقد تكون:
• الهروب من المشاكل والصعوبات الحياتية التي يعجز عن حلها.
• البحث عن السعادة.
• معشر السوء.
• تحدي الآخرين للمراهق بأنه لا يجرؤ على المحاولة.
• حب الاكتشاف.
• الثقة الزائدة بأنه قادر على التوقّف عنها متى أراد.
• البيئة التي تحتوي المدمنين، خصوصاً الأهل.
• التفكك الأسري والصراع بين الأهل.
• العنف.
• التحرّش الجنسي.
• الفراغ العاطفي وضعف الانتماء.
• غياب الأهل عن المنزل لفترات طويلة.
• السفر.
• الضغط النفسي.
• الإعتقاد الخاطىء بأنها تؤثر إيجاباً في القدرات الجنسية.
كيف تكتشف بأنّ أحد أبنائك مدمن؟
يختلف عدد المرات التي يتعاطى المدمن فيها خلال اليوم، كما تختلف المواد وطريقة التعاطي وكيفيتها. راقبوا أبناءكم، خصوصاً عند وجود بعض المؤشرات التالية:
• إحمرار العينين.
• عدم التوازن في ردود الفعل التي قد تكون بطيئة أو انفعالية.
• تقلّب المزاج.
• التراجع في الدراسة والعمل.
• الإنعزال.
• كثرة إنفاق المال.
• إهمال المظهر.
• الكذب.
• السرقة.
ما يجنيه المدمن على المواد
يعيش الشخص المدمن سعادة زائفة من خلال ابتعاده عن الحياة الواقعية الحقيقية ولجوئه إلى عالم الخيال، كما أنه يصبح غير قادر على التوقف عن التعاطي. تدمّر المواد المخدرة خلايا المخ، ما يؤثّر بشكل مباشر في التفكير والانتباه والتركيز. كما تدمّر أجهزة الجسم ككل، كالكبد والكلى وشبكة العين. يظهر الارتجاف على الشخص المدمن، وذلك بسبب تأثير المواد التي يتعاطاها في جهازه العصبي؛ كما تُصاب شخصيته بالبرودة أو شدة الإنفعال، الكذب، تدهور قدرته على الإنجاز والنجاح. وتتأثر علاقاته العائلية والاجتماعية بسبب كل ما ذكرناه سابقاً، كما يشعر المدمن بالندم والذنب بعد التعاطي، وبأنّ عليه أن يُقلع عن ذلك.
يشكّل الإدمان على المواد مشكلة وعائقاً جدياً لتطور المجتمعات، لا بل تدفع هذه المشكلة المجتمعات إلى الوراء بفِعل العجز والضعف الذي يصيب أبنائها، فهو يدمّر الطاقات الفردية وصورة الفرد أمام نفسه وأسرته.
الوقاية خير من علاج أجيالنا من الإدمان، ويتم ذلك من خلال التوعية، الحب، الحضانة، الدعم، التعبير عن الحب والمراقبة؛ والأهم من كل ذلك هو الأمان والاستقرار لدى الأبناء، والوقت النوعي الذي يمضيه أفراد العائلة بعيداً عن الأنانية والإنشغال، تَجنّباً لدفع الأثمان الباهظة.