في ظل المشاورات العلنية وغير العلنية التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري، لاحظت مصادر وزارية التقت الحريري أمس الأربعاء، نقلاً عن صحيفة "اللواء"، أن "تلك المشاورات أظهرت أن ملف تشكيل الحكومة عاد إلى المربع الأوّل، لتبدأ المشاورات بالتالي من نقطة الصفر"، متوقعةً أن "لا تكون الولادة الحكومية قريبة جداً، لأنها تحتاج إلى وقت" بحسب تعبير المصادر.
أما الحل بنظر المصادر، هو أن "تعم التهدئة السياسية اولاً بين كافة الأطراف، وبعد ذلك تتركز المشاورات حول الحصص الوزارية لكل فريق، ومن ثم يتم البحث في موضوع توزيع الحقائب الذي لا يعتبر من الأمور السهلة ايضاً، وبعدها توضع الأسماء، وكل هذه الخطوات تحتاج إلى وقت، خصوصاً، وان لا تقدّم حصل على أي من هذه النقاط".
ووسط هذه الأجواء، عاود رئيس مجلس النواب برّي، أمس الأربعاء، نشاطه النيابي إثر عقد لقاءات عدة مع النواب، حيث أكد بري، كما ذكرت الصحيفة، وبحسب ما نقل عنه النواب، على "وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة وعدم الاستمرار بالمراوحة والجمود في ظل هذه الأوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد"، وقال بري "أنه اذا لم يحصل تطوّر إيجابي في شأن تشكيل الحكومة فإنه سيدعو ايضاً المجلس إلى جلسة عامة للتشاور في الوضع العام في البلاد"، مشدداً مرّة أخرى على "ضرورة التصدّي للأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانه يعول على المجلس الحالي لتنشيط وتعزيز عمله ودوره التشريعي والرقابي".
ومن ناحية أخرى، كان الرئيس برّي قد وجه دعوة للمجلس لعقد جلسة قبل ظهر يوم الثلاثاء المقبل لانتخاب أعضاء اللجان والرؤساء والمقررين، على الرغم من أن بري "كان يفضل أن يتم تحديد الجلسة بعد تشكيل الحكومة، لكنه إضطر إلى تحديد الجلسة لأن التأليف قد طال، والأجدى أن يقوم المجلس بدوره وعلى هذا الأساس بدأت الإتصالات واللقاءات النيابية لجوجلة التوزيعات النيابية والتي يسعى الرئيس بري والقوى السياسية إلى الإبقاء على تركيبة مشابهة بالحد الأقصى للتركيبة السابقة للإحزاب والطوائف، حفاظاً على الإستمرارية في التشريع، والتي ستتبلور في اجتماع هيئة مكتب المجلس ظهر الاثنين في عين التينة..." وفق ما قالت مصادر نيابية مقربة من بري.